من الريان إلى FBC يا قلبي لا تحزن!
في عالم الأعمال، تتغير الأسماء والمسميات، لكن بعض القصص تظل محفورة في الأذهان، خاصة عندما ترتبط بمنصات أثارت الجدل وجذبت الأنظار، من الريان في التسعينيات إلى FBC في العصر الرقمي، تتكرر السيناريوهات، ويتجدد السؤال، كيف يقع البعض في نفس الفخ؟
التاريخ يعيد نفسه ولكن بأدوات جديدة وأسماء مختلفة، فيما مضى كان أحمد الريان يعد الناس بأرباح خيالية من توظيف الأموال، واليوم نجد منصات مثل FBC تقدم نفس الأحلام ولكن في ثوب رقمي حديث، في الحالتين القصة واحدة، وعود براقة، وأموال تتدفق، ونهايات مأساوية، لكن لماذا لا يتعلم الناس من الماضي؟ لماذا يسيرون نحو الفخ بنفس الخطوات؟
في الثمانينات، امتلأت الشوارع بأحاديث الريان، الرجل الذي أقنع آلاف المصريين أن أموالهم ستتضاعف بلا مجهود، الكل صدق، والكل دفع، حتى انهارت المنظومة وسقط الحلم، اليوم، لا نحتاج لمكاتب فخمة ولا لإعلانات في الصحف، يكفي تطبيق على الهاتف بقيمة 2 جنيه كما وصفه البعض، وعدد من المؤثرين يروجون للأرباح الخيالية ليقع الناس في نفس الفخ، الفرق الوحيد أن الريان كان يحتاج إلى سنوات للإيقاع بضحاياه، أما اليوم فالنصب يتم بضغطة زر، كل ما تحتاجه اليوم هو رابط، إعلان ممول، وقليل من الثقة العمياء.
المشكلة ليست في الريان ولا في FBC، بل في حلم الثراء السريع الذي يجعل البعض يغض النظر عن المنطق والتحذيرات، هناك قاعدة بسيطة في الاستثمار، أي عرض يبدو مثاليًا أكثر من اللازم، فهو غالبًا فخ، لكن كم شخصًا مستعد لتقبل هذه الحقيقة؟ العواطف تغلب العقل، والطمع يتفوق على الحذر، والنتيجة أن الضحايا يتغيرون لكن القصة تبقى كما هي.
لن يتوقف ظهور منصات مثل FBC طالما أن هناك من يصدق الأحلام السهلة، والحل ليس في ملاحقة النصابين فقط، بل في نشر الوعي، في تعليم الناس كيف يحمون أموالهم، في أن ندرك جميعًا أن الاستثمار الحقيقي له قواعد واضحة، لا يعتمد على الحظ، ولا يضمن أرباحًا خيالية بين ليلة وضحاها، المشكلة ليست في التكنولوجيا، بل في من يستخدمها، والعالم يتغير، والأساليب تتطور، لكن القانون الوحيد الذي لا يتغير هو، لا شيء يأتي بسهولة، وإذا بدا كذلك، فهناك دائمًا ثمن ستدفعه لاحقًا.