تعرف على حكم دعاء اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين.. داعية سعودي يجيب

يتساءل العديد من المسلمين عن حكم دعاء اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين، وهو واحد من الأدعية التي يرددها المسلمون في التوقيت الحالي بهدف إدراك رمضان وبلوغه بلاغا حسنا لهم ولأهلهم وأحبابهم، ولذلك يقولون لا فاقدين ولا مفقودين، فهل يجوز الدعاء بمثل هذه الصيغة، أم فيها تعديا على حكم الله بالموت؟ هذا ما سنتعرف على إجابته في السطور التالية من الداعية السعودي عزيز العنزي.

حكم دعاء اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين

أوضح الداعية الإسلامي السعودي عزيز العنزي، حكم دعاء اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين، مؤكدا أن دعاء المسلم ربه بأن يبلغه المواسم الطيبة، وأن يمن عليه بالأجر والثواب هذا أمر مشروع، وقد كان السلف الصالح يدعون الله أن يبلغهم شهر رمضان، وبعد رمضان يدعون الله أن يتقبل منهم الصيام والقيام وسائر الأعمال، ولذلك فالدعاء من أفضل الأعمال التي ينبغي الحرص عليها وخصوصا في شهر رمضان المبارك، أفضل شهور العام.

وقال العنزي في إجابته على متصلة تتساءل عن حكم دعاء اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين، أن شهر رمضان شهر استودعه الله مجموعة كبيرة من العبادات والطاعات، وإذا ما اغتنمه المسلم يخرج منه كيوم ولدته أمه، ولذلك على المسلم أن يتزود من الدعاء بأن يقول، اللهم أعني على رمضان، اللهم بلغني رمضان.

واستشهد الشيخ العنزي بما جاء في المسند من حديث طلحة بن عبيد الله أن رجلين من بلي قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إسلامهما جميعا، فكان أحدهما أشد اجتهادا من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي، قال طلحة: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما فخرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي الآخر منهما، ثم خرج فأذن للذي استشهد، ثم رجع إلي فقال: ارجع فإنك لم يأن لك بعد، فأصبح طلحة يحدث به الناس فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثوه الحديث، فقال: من أي ذلك تعجبون؟ فقالوا: يا رسول الله؛ هذا كان أشد الرجلين اجتهادا ثم استشهد ودخل هذا الآخر الجنة قبله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس قد مكث هذا بعده سنة؟ قالوا: بلى، قال: وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟ قالوا: بلى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض.

وتابع الداعية الإسلامي عزيز العنزي موضحا حكم دعاء اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين، أن على المسلمين تجنب الأدعية التي لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو الأدعية التي لا تتفق مع القواعد الشرعية والمرعية في الدعاء، ومنها اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين، فهذه الجملة تحتمل معنيين، إما معنى صحيح، وهو الدعاء ببلوغ رمضان بالبقاء له ولأهله ولأحبابه لإدراك شهر رمضان.

وأما المعنى الغير صحيح يتنافى مع القدر، ففيه تجاوز بقول: لا فاقدين ولا مفقودين، ولذلك يجب الهروب من المشتبهات إلى المتيقنات، فلا حاجة لاختراع أدعية تحتمل وجه صحيح ووجه آخر غير صحيح، فهناك العديد من الأدعية الطيبة الأخرى التي يمكن قولها لبلوغ الشهر بدون تكلف ولا سجع ولا تمطيط، فالله لا تختلف عليه الأصوات ولا اللغات، ناصحًا بضرورة دعاء الله دعاء يتفق مع حالة الانكسار والتذلل والتضرع بين يدي الله.

معنى لا فاقدين ولا مفقودين

يشير معنى لا فاقدين ولا مفقودين إلى طلب الداعِ من الله عز وجل، طول الأجل، وحصول البقاء له ولأهله، لإدراك شهر رمضان واغتنام ما فيه من ثواب وفضل، ويجيز فريق من جمهور أهل العلم الدعاء بقول اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين، فليس فيه رد للقضاء، ولا تعدٍ على الحكم، ولكن الأولى التماس الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه سلم "اللَّهُمَّ سَلِّمْنِي مِنْ رَمَضَانَ، وَسَلِّمْ رَمَضَانَ لِي، وَتَسَلَّمْهُ مِنِّي مُتَقَبَّلًا".

ومن جانبها أيضا، أوضحت دار الإفتاء المصرية، في تدوينة عبر صفحتها الرسمية بمنصة «إكس» العام الماضي، قالت فيها، لا مانع شرعًا من الدعاء بعبارة "اللهم بلغنا رمضان غير فاقدين ولا مفقودين"، والمقصود منه رجاء طول العمر للشخص ولذويه، ليدركوا الشهر الفضيل دون حدوث فقدٍ لأي منهم، وهذا من جميل الطلب من الله تعالى؛ فالدعاء بالبقاء إلى الأزمان الفاضلة مندوبٌ لإدراك الأعمال الصالحة فيها.

وأضافت دار الإفتاء، أن المؤمن لا يزيده عمره إلا خيرًا، وخير الناس من طال عمره وحسن عمله، وكان السلف يستحبون أن يموتوا عقب عمل صالح من صوم رمضان أو رجوع من حج"، كما قال العلامة ابن رجب الحنبلي في "لطائف المعارف"، وليس في هذه العبارة تَعدٍ على حكم الله عزَّ وجلَّ، ولا تتضمن إثمًا ولا رفضًا للموت ولا اعتراضًا على قضاء الله سبحانه، حيث صح من أدعية النبي صلى الله عليه وآله وسلم جملة من الأدعية التي تضمنت سؤال العافية وداومها وعدم التحول إلى البلاء ومنه مصيبة الموت، ومنها قوله: (اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتَحَوُّلِ عافيتك، وفُجَاءَةِ نقمتك، وجميع سخطك).