العبار عن وسط البلد: مقترحي لا يلغي الهوية المصرية.. ومنفتح لتنفيذه عبر تحالف شراكات تحت مظلة الصندوق السيادي

قال رجل الأعمال محمد العبار مؤسس شركة إعمار العقارية، إن الحديث عن تطوير منطقة وسط البلد وما شهده خلال الفترة الأخيرة يحتاج لتوضيح مهم، مؤكدا أن رؤيته لتطوير منطقة وسط البلد ليس معناها جذب تصميمات دول أخرى لتطبيقها في مصر، بل هناك قواعد ثابتة عند تطوير المناطق التي تعبر عن ثقافة أهلها.
ولفت العبار إلى استعداده وانفتاحه لتنفيذ مقترحه عبر تحالف (كونسيرم شراكة) بين عدة مطورين ومنفذين تحت مظلة وبالتعاون مع الصندوق السيادي لمصر، باعتباره مالكه لهذه المباني والمنطقة.
تطوير وسط البلد
وأشار العبار في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، إلى أنه عند الحديث عن تطوير وسط البلد في نيويورك فهي تختلف تمامًا عن شنغهاي، وبالمثل أيضا عند إقامة منطقة وسط لندن لا بد وأن تختلف عن أستراليا، وأذكر ذلك كدليل على أن كل بلد لها ثقافتها المعمارية وأصولها الثابتة.
وأكد أن تطوير منطقة وسط البلد في مصر، يختلف كل الاختلاف عن منطقة وسط البلد في دبي، موضحا أن الحديث عن المقارنة هو من باب توصيل الصورة والمردود المحقق في دبي لا أكثر.
وشدد مؤسس شركة إعمار العقارية، عند وضع رؤية لتصميم وسط القاهرة لابد من ضرورة احترام الشجر الموجود بها والحفاظ على الطراز المعماري والألوان وحياة الناس بكل تفاصيلها، قائلا: مصر تظل كما هي دون تغيير.
وأشار إلى أن الحديث عن تطوير منطقة وسط البلد، لا يعني إطلاقا إجراء تعديلات على المخطط العام ليكون على غرار هونج كونج، ولكن الإنسان المصري له تفاصيله الخاصة والتي تختلف تمامًا عن الياباني، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على كافة التفاصيل بمنطقة وسط البلد بداية من الشجر والمقاهي، وعدم المساس بالمكان، لتكون القاهرة كما هي بكل معالمها.
وأكد العبار، أن رؤيته لإحياء منطقة وسط القاهرة قائمة على عدة مرتكزات يجب مراعاتها عند العمل على تطوير هذه المنطقة الحيوية، لعل أبرزها إضافة شقق فندقية وسكنية ومحال تجارية وحدائق ومنتزهات ومناطق مخصصة لألعاب الأطفال وإضافة المقاهي والمطاعم، لضمان توفير مشروعات توفر المتطلبات الكاملة للمتردين عليها.
وتابع رجل الأعمال محمد العبار: الأفكار التي تم طرحها هدفها جذب السياح لزيارة وسط البلد، للاطلاع على معالمها والوصول إلى أدق تفاصيلها، قائلًا: إذا كان السياح يزورون وسط البلد على إنها شبيهة بدبي فيروحوا دبي وبلاش القاهرة.
وأوضح أن الحديث عن تطوير منطقة وسط البلد كان فقط يشير إلى احتياجها فنادق ومقاهٍ مَصممة على الطابع المصري، والأرصفة والمعمار الخاص الذي يعبر عن الهوية المصرية، ولا بد أيضا من وجود أرصفة تمتاز بالحداثة وإن يظل المصريون في وسط البلد كما هم عليه الآن.
وأشار إلى أن تطوير منطقة وسط البلد يحتاج لوجود الناس على المقاهي، فإذا ما تم إخلاء المنطقة من المترددين عليها فبذلك لا تصبح وسط البلد التى يحبها الجميع بتفاصيلها، لافتا إلى أن وسط البلد وتطويرها يتم بوجود الناس والشجر بالإضافة إلى العصافير على الأشجار، وضرورة أن تظل كما هي دون المساس بها.
العبار: منطقة وسط البلد لا تحتاج لمستثمرين محبين للمال فقط
وقال محمد العبار، إن المنطقة لا تحتاج لمستثمرين محبين للمال فقط، ولكن تحتاج لأصحاب الفن ممن لديهم العشق والغرام، لتنفيذ تجربة حقيقة لعلمية إعادتها رونقها الطبيعي، وهم موجودين وبكثرة سواء كانوا في مصر أو في الدول العربية، ولكن شريطة أن يخاف الله فى عمليات التطوير وإضافة اللمسات بأدق تفاصيلها، مقترحا أن تتم عملية التطوير والاستفادة من هذه المنطقة عبر التعاون المشترك بين مجموعة من مستثمرين مصريين وخليجيين وما أكثرهم، عبر تدشين شركة متخصصة لإعادة المنطقة لرونقها المعهود؛ ولكن الأمر الأهم أن تكون قيادة الشركة سواء كان مصريًا أو لبنانيًا أو كويتيًا، لديه رؤية شاملة تمكنه من وضع التصور الذي يحقق الهدف المرجو منه.
وأشار إلى أن الاستثمار وتطوير منطقة وسط البلد، يحتاج ملاءة مالية كبيرة، تقدر حسب المساحة الكلية لمنطقة التطوير، ولكن أتصور أن يصل إجمالى الاستثمارات المتوقعة للمنطقة لقرابة الـ 15 مليار جنيه، لافتا إلى أن الحكومة سيكون لها مردود جيد من عملية التطوير، نظرًا لقيامها بتحصيل الضرائب تدر عائد على خزينتها خلال فترة تنفيذ المشروع لا يقل عن 25% من إجمالي الاستثمارات المتوقعة، بالإضافة لخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة خلال فترة التنفيذ وما بعد التشغيل الفعلي.
وتابع: أن مرود تطوير وأحياء منطقة وسط البلد يساهم بشكل مباشر وسريع فى نمو الاقتصاد المصري من القطاع السياحي، والمساهمة فى زيادة الناتج المحلي للقاهرة بنسبة تتراوح من 5 إلى 10% كأقل تقدير.
واختتم رجل الأعمال محمد العبار حديثه: عملية التطوير لن يكون تأثيرها الإيجابي قاصر فقط على توفير فرص العمل وزيادة الناتج المحلي، ولكن يؤدي أيضا لإحداث حالة حراك في أسعار العقارات بمختلف قطاعاتها في أغلب مناطق القاهرة الكبرى بشكل لا يمكن أن يتخيله عقل.