كامل الوزير يفتتح مصنعا متخصصا في الأعشاب المجففة بالسادات: حريصون على توفير احتياجات السوق المحلي والتصدير للخارج

أجرى الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، زيارة مدينة السادات الصناعية بمحافظة المنوفية، لافتتاح وتفقد عدد من المصانع وخطوط الإنتاج الجديدة ومتابعة سير العملية الإنتاجية بعدد من المصانع الأخرى بالمدينة.
بدأ الوزير جولته بافتتاح مصنع الأعشاب المجففة الجديد التابع لشركة دينا للاستثمارات الزراعية بمدينة السادات (إحدى مجموعة شركات القلعة)، والمتخصصة في تجفيف وتكرير الأعشاب، بحضور الدكتور أحمد هيكل مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة القلعة.
مصنع متخصص في الأعشاب المجففة
وفي كلمته خلال فعاليات الافتتاح، أكد الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، أن قطاع الصناعة يعتبر قاطرة التنمية الاقتصادية وأحد الدعائم الأساسية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للدولة المصرية، ويحظى بدعم غير مسبوق واهتمام بالغ من القيادة السياسية، وأن ما شهدته مصر مؤخرًا من إنجازات في مجال التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة يعد عاملًا رئيسيًا في زيادة القدرة التنافسية للصناعة المصرية.
وأضاف الوزير أنه في ضوء توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، تم إعداد الاستراتيجية الوطنية للصناعة (2024-2030)، وهي استراتيجية واقعية قابلة للتنفيذ، تستهدف توطين الصناعة وتعميق التصنيع المحلي، وتحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي، والتحول نحو الاقتصاد الأخضر، وزيادة مساهمة قطاع الصناعة في إجمالي الناتج القومي المحلي وفي حجم الصادرات، والوصول بجودة المنتج المصري إلى أعلى جودة ممكنة، ورفع كفاءة الموارد البشرية، وإتاحة المزيد من فرص العمل من أجل زيادة الإنتاج وتحسين الدخل، مع وجود الممكنات الرئيسية لتنمية الصناعات الخضراء والقطاعات الصناعية المؤهلة لتعميق التصنيع المحلي، ومن أهمها قطاع الصناعات الغذائية.
وأعرب الوزير عن حرصه على التواجد في الاحتفال بافتتاح خط الإنتاج الجديد بمصنع تجفيف الأعشاب التابع لشركة دينا للاستثمارات الزراعية (إحدى مجموعة شركات القلعة)، التي تعتبر من الصروح العريقة في الصناعات الغذائية، والتي تأسست عام 1987 بقطيع أبقار من أنقى السلالات المنتجة. وبعد استحواذ شركة القلعة على مزارع دينا عام 2007، قامت بتطويرها حتى أصبحت أكبر مزرعة متكاملة للإنتاج الحيواني وتوزيع الحليب الطازج في مصر وأفريقيا على مساحة 10 آلاف فدان، باستثمارات تبلغ 1.95 مليار جنيه.
وأوضح الوزير أن شركة دينا للاستثمارات الزراعية تعمل على المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي من خلال تعزيز القوة الإنتاجية في السوق المصري عن طريق زراعة المحاصيل الأساسية وبيع المنتجات ذات القيمة المضافة، حيث تتركز استراتيجية الشركة على زيادة المساحات المزروعة لجميع المحاصيل الخاصة بها، بالإضافة إلى التنوع في المحاصيل لزيادة القيمة المضافة والتوسع في الصناعات المكملة، وبالتالي زيادة التصدير. لافتًا إلى أن قطاع الإنتاج الزراعي بالشركة يمثل 5600 فدان، بما يعادل 70% من إجمالي المساحة المزروعة، ويتضمن هذا القطاع البساتين التي تشمل مختلف أنواع الفاكهة والمحاصيل الزراعية، حيث يتم على سبيل المثال زراعة 250 فدان عنب يتم تصديره إلى الأسواق العالمية، وزراعة 1200 فدان من منتجات الأعشاب شاملة البقدونس والبقدونس المجعد والشبت والكزبرة. مشجعًا الشركة على التوجه لزراعة النباتات العطرية المستخدمة في عدد كبير من الصناعات، بما يسهم في زيادة القيمة المضافة للمحاصيل الزراعية والنباتات، خاصة أن القيمة المضافة تعتبر أساس النهوض بالصناعة وزيادة معدلات التصدير للخارج وتوظيف العمالة.
وأشار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، إلى أن مصنع تجفيف الأعشاب تم إنشاؤه باستخدام أحدث التقنيات المتقدمة المصممة خصيصًا لتصدير المنتجات، وهو المصنع الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط المتخصص في تجفيف وتكرير الأعشاب، حيث يبدأ موسم إنتاجه من شهر نوفمبر حتى شهر يونيو، ويتم استخدام الطاقة الإنتاجية للمصنع أثناء باقي شهور السنة في تجفيف حاصلات زراعية أخرى. ويمتلك المصنع سلسلة قيمة متكاملة تغطي (الزراعة، جمع المحاصيل، التجفيف، التصدير)، مما يضمن تتبع المنتجات بدقة عالية. منوهًا أن الطاقة الإنتاجية للمصنع تبلغ حوالي 2500 طن سنويًا بحجم استثمارات 400 مليون جنيه، ونسبة مكون محلي تصل إلى 100%، ويقوم المصنع بتصدير منتجاته بالكامل بما يعادل 15 مليون دولار سنويًا، كما يوفر المصنع 150 فرصة عمل.
وأكد الوزير على حرص وزارة الصناعة على دعم جهود الدولة في التحول نحو الاقتصاد الأخضر، والارتقاء بجودة المنتج المحلي، ومن ثم زيادة الصادرات المصرية وقدرتها على التنافسية في الأسواق العالمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030. مثمنًا الجهود الكبيرة المقدمة من شركة دينا للاستثمارات الزراعية لفتح آفاق جديدة بالسعي الدائم للتواجد الفعال في كافة النشاطات المعنية بالتصنيع الغذائي، ودعم الاستراتيجية الوطنية للصناعة في ضوء رؤية مصر 2030 وتحقيق رؤية ومستهدفات الدولة نحو نقل وتوطين التكنولوجيا الحديثة، والتحول الرقمي، والصناعة الخضراء، والاقتصاد الدائري.
وفي نهاية كلمته، توجه الوزير بالشكر والتقدير للمسؤولين في شركة دينا للاستثمارات الزراعية على جهودهم في دعم قطاع الصناعات الغذائية وفقًا للآليات الإنتاجية الدولية، متمنيًا لكافة القطاعات الصناعية الطموحة العاملة في مصر النجاح والتوفيق بما يساهم في تعزيز مكانة مصر على خريطة التصنيع والتصدير الدولية، وخلق مستقبل أكثر استدامة لمصر خلال السنوات القادمة.
هذا وقد قام نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، وقيادات شركة دينا للاستثمارات الزراعية، خلال فعاليات افتتاح خط الإنتاج الجديد، بتفقد خط تجفيف الأعشاب وخطي إنتاج الغربلة (المنتج النصف نهائي والمنتج النهائي)، بالإضافة إلى تفقد منطقة المخازن.
كما شاهد الوزير فيلمًا تسجيليًا عن أنشطة شركة دينا للاستثمارات الزراعية، وكذلك تم الاطلاع على الخطط المستقبلية للشركة وما تستهدفه من زيادة منتجاتها، لا سيما من الأعشاب التي تدخل في صناعة المستلزمات الطبية والعطرية وأغراض الطهي والفواكه والخضروات (لإنتاج عالي الجودة من الزيتون والعنب والحمضيات).
ثم توجه الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، لتفقد الموقع المقترح لمشروع تمويل وتصميم وإنشاء واستغلال وصيانة الميناء الجاف والمنطقة اللوجستية بمدينة السادات بنظام المشاركة مع القطاع الخاص بين وزارة النقل المصرية ممثلة في الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة والتحالفات التي تتطلع لتنفيذ هذا المشروع الواعد. حيث شهد حجم الطلب على الاستثمار بالمنطقة الصناعية بمدينة السادات في الفترة الأخيرة طلبًا متزايدًا، خاصة بعد إنشاء خط سكة حديد كفر داود السادات، والذي يحقق الاستدامة في نقل الصادرات ومدخلات الإنتاج بطريقة آمنة واقتصادية.
وصرح نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، أن هذا المشروع يأتي في إطار خطة وزارة النقل لتنفيذ توجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لتحويل مصر إلى مركز إقليمي للنقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت، وفي ضوء إنشاء 33 ميناء جاف ومنطقة لوجستية على مستوى الجمهورية، وتنفيذ 7 ممرات لوجستية متكاملة لربط مناطق الإنتاج (الصناعي – الزراعي – التعديني) بالموانئ البحرية أو ربط الموانئ البحرية على البحر الأحمر بالموانئ البحرية على البحر المتوسط، وخدمة المجتمعات العمرانية الجديدة بواسطة شبكة من السكة الحديدية (ديزل / قطار كهربائي سريع) أو شبكة الطرق الرئيسية مرورًا بالموانئ الجافة والمناطق اللوجستية الواقعة على هذه الممرات. حيث يعتبر الميناء الجاف والمنطقة اللوجستية بالعاشر من رمضان أحد المكونات الرئيسية لممر (القاهرة/ الإسكندرية) اللوجستي.
ويقع الميناء الجاف بمدينة السادات على مساحة 90 فدانًا لاستيعاب الطلب المتزايد على التصدير واستيراد مدخلات الإنتاج، والذي يحقق رفع مشغولية العودة لرحلات نقل البضائع، ويسهم في تقليل كلف النقل، التي تقاوم رفع معدلات التضخم، وتقليل استهلاك الوقود بمعدلات تتخطى 30%. وبذلك يرتفع المردود الاقتصادي للمنتج المصري وتزيد قدرته التنافسية لمواجهة ارتفاع الأسعار وزيادة معدلات النمو في الناتج القومي ومجابهة ارتفاع معدلات البطالة وتوفير فرص العمل وتنمية مدينة السادات، خاصة وأنها تجمع بين الاستثمار الصناعي والزراعي لقربها من مشروعات التنمية الزراعية بالدلتا الجديدة ومدن النوبارية وجناكليس والتحدي وبدر وقرى ترعة النصر والنوبارية.
وتهدف وزارة النقل إلى تحقيق النقل الأخضر المستدام وتنظيم سلاسل الإمداد، وتكامل جميع وسائط النقل ومشروعات الوزارة. حيث يبعد موقع الميناء الجاف عن طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي بمسافة 5 كم فقط، ويوجد طريق خاص للشاحنات من القاهرة للإسكندرية ضمن شبكة متميزة من الطرق الخاصة بالشاحنات، التي تدعم النقل الحجمى الكبير من المناطق الصناعية ومناطق التنمية الزراعية إلى الموانئ المصرية بهدف مسابقة الزمن لتقليل الفجوة الاستيرادية وتحقيق الاكتفاء الذاتي وحل مشاكل توفر العملة الصعبة. ويعتبر ميناء السادات من أولويات المرحلة الأولى للموانئ الجافة حيث تم تنفيذ ميناء السادس من أكتوبر وربطه بشبكة سكة حديد الديزل للجمهورية، وجارٍ إنشاء ميناء العاشر من رمضان، والذي يخدم المناطق الصناعية والروبيكي وبدر، ويتزامن مع إنشاء خط سكة حديد بلبيس العاشر الروبيكي وميناء برج العرب الجاف الذي يخدم المناطق الصناعية ببرج العرب والعامرية ومرغم ووادى القمر، وبذلك يتم تغطية احتياجات أهم المناطق الصناعية وتحقيق التكامل بين مؤسسات الدولة متمثلة في وزارة الصناعة والنقل ودفع عجلة التنمية والتقدم رغم التحديات التي تواجهها الدولة في الوقت الراهن.
ثم تفقد الوزير محطة قطار البضائع ومنطقة الشحن بخط سكة حديد (كفر داود / السادات) البالغ طوله 38 كم، والذي تم افتتاحه رسميًا في الثاني عشر من أكتوبر 2024 أمام حركة الركاب والبضائع، حيث يدخل الخط ضمن الممر اللوجستي (القاهرة / الإسكندرية)، ويساهم في ربط مناطق التصنيع بالمنطقة الصناعية بالسادات بمناطق الاستهلاك بالسوق المحلي وموانئ التصدير بالبحر المتوسط عبر شبكة السكك الحديدية ضمن خطة وزارة النقل لتعظيم نقل البضائع عبر شبكة السكك الحديدية. حيث يعد هذا الخط أول خط سكة حديد جديد ينشأ منذ 30 سنة، ويبلغ عدد محطاته 4 محطات بواقع (3 محطات ركاب لخدمة القرى ومدينة السادات - محطة شحن بضائع عملاقة)، حيث تساهم هذه المحطة عبر خط كفر داود السادات في خدمة المنطقة الصناعية بالسادات والميناء الجاف بها.
كما شملت زيارة الوزير لمدينة السادات الصناعية افتتاح خط إنتاج جديد بمصنع شركة جلاسروك للمواد العازلة التابع لمجموعة شركات القلعة والمتخصص في إنتاج مواسير العزل من الصوف الزجاجي بطاقة إنتاجية 1200 طن سنويًا وبحجم استثمار 530 ألف دولار. حيث يهدف خط الإنتاج الجديد إلى زيادة حجم المبيعات بنسبة 25%، مما سيسهم في زيادة إيرادات الشركة بمقدار 5 مليون دولار سنويًا بعد التشغيل الكامل المتوقع خلال الربع الثاني من العام. حيث تفقد الوزير منطقة الصوف ومنطقة لف المواسير، إلى جانب تفقد خطوط الإنتاج المختلفة بالمصنع الحالي، والتي شملت منطقة المنتجات النهائية وخط إنتاج الصوف الزجاجي ومنطقة إنتاج الصوف الصخري ومعدات التغليف لمنتجات التصدير وخط إنتاج عزل الأجهزة الكهربائية. كما أن منتجات العزل الحراري التي تنتجها الشركة تساهم في خفض استهلاك الطاقة بنحو 40٪، مما يساهم في خفض الأعباء التي تتكبدها الدولة في دعم الطاقة.
وأشاد الوزير بالخطط الطموحة التي يتبناها المصنع للتوسع في استثماراته، وإضافة خطوط إنتاج جديدة تسهم في تغطية احتياجات السوق المحلية، وتعمل على خفض الفاتورة الاستيرادية بقيمة 5 مليون دولار سنويًا قابلة للزيادة، بالإضافة إلى ما قيمته 12 مليون دولار سنويًا ناتجة من إنتاج منتجات عزل حراري من خط الصوف الزجاجي بديل منتجات الصوف الزجاجي المستوردة، وهو ما يتماشى مع نهج ومستهدفات الحكومة خلال الفترة الحالية. حيث تستهدف الشركة تصدير بقيمة 20 مليون دولار خلال عام 2025، وتتطلع خلال عام 2025 لإنتاج نحو 10،500 طن متري من الصوف الصخري، 15،500 طن من الصوف الزجاجي، و1200 من مواسير الصوف الزجاجي، كما تستهدف خلال عام 2025 إنتاج 26 ألف طن من المنتجات معًا.
وفي إطار زيارة الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، لمدينة السادات الصناعية بمحافظة المنوفية، قام الوزير بتفقد مصنع الشركة العربية للصلب المخصوص والتابع لمجموعة العشري للصلب والمقام على مساحة 500 ألف متر مربع