ما حكم الهبة للزوجة مدة حياتها ثم تعود إلى الواهب بعد ذلك؟ المفتي يجيب

رد الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، على سؤال ورد إليه نصه: ما حكم الهبة للزوجة مدة حياتها ثم العودة إلى الواهب بعد ذلك؟ فقد تزوَّج رجلٌ بزوجةٍ ثانية، وله منها أولاد صغار، ويريد أنْ تبقى الزوجة في الشقة حتى وفاتها، ويريد أن يكتب لها هبة مُدَّة حياتها، على أنها بعد وفاتها تعود إلى الورثة، فما حكم ذلك شرعًا؟
وقال المفتي عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء: إعطاء الزوج الشقة لزوجته مدة حياتها، واشتراطه أن تؤول إلى ورثته بعد وفاتها هو هبةٌ لمنفعة تلك الشقة دون عينها، وهو ما يعرف في الفقه الإسلامي بـ"العُمرى"، وهو تصرف صحيح وجائز شرعًا.
وأضاف: ومن ثم فيحق للزوجة المذكورة أنْ تنتفع بتلك الشقة مدة حياتها، ثم ترجع إليه بعد وفاتها إن كان حيًّا، أو تؤول إلى ورثته إن كان قد توفي، ولا يؤثِّر في ذلك شرطُ التأقيت.
حرية الإنسان في التصرف في ممتلكاته
وأضاف: أنه من المقرر شرعًا أن الإنسان ما دام كامل الأهلية، فهو حرُّ التصرفِ فيما يدخل تحت ملكه؛ ببيعه، أو هبته، أو وقفه، أو إجارته، أو غير ذلك من التصرفات الشرعية التي هي فرع المِلك حسبما يراه مُحَقِّقًا للمَصلحة؛ ففي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «كُلُّ أَحَدٍ أَحَقُّ بِمَالِهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» رواه سعيد بن منصور والدَّارَقُطْنِي والبَيْهَقِي في "سننهم".