الإثنين 24 فبراير 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

المصور الكيني محمد أمين أيقظ ضمير العالم وأنقذ ملايين الأرواح من خلال عدسته واكسبوجر يحتضن معرضا له

معرض محمد امين في
ثقافة
معرض محمد امين في مهرجان اكسبوجر
السبت 22/فبراير/2025 - 07:50 ص

انشأت وكالة رويترز للأنباء جائزة تحمل اسم المصوّر الصحفي الكيني الشهير محمد أمين بعد وفاته تقديرًا لشجاعته، والذي حوّل لحظات من الألم إلى نداء عالميّ واسع الضمير، وأيقظ من خلالها الوعي الإنساني، فما القصّة التي يحتضنها اكسبوجر 2025 بين أروقته؟

المصور محمد أمين أيقظ ضمير العالم وأنقذ ملايين الأرواح من خلال عدسته


في منتصف الثمانينات، ضربت المجاعة شمال جمهوريّة إثيوبيا نتيجة موجة جفاف مدمّر، تزامنًا مع ظروف سياسيّة قيّدت الإمدادات الغذائيّة، لتكون النتيجة كارثة إنسانيّة مروّعة حوّلت الشمال الإثيوبي إلى أرض للموت والجوع، حيث أُزهقت أرواح مليون إنسان، وأكثر من مليوني نازح ومشرّد داخل إثيوبيا ونصف مليون مهاجر هربوا خارجها بحثًا عن حياة جديدة.


لم تكن عدسة محمد أمين مجرّد أداة توثيق للألم، بل كانت صوتًا للبشريّة، وصرخة استيقظ عليها العالم، ودفعت ملايين البشر إلى التحرّك في أكبر حملة مساعدات إنسانيّة في التاريخ لإنقاذ الملايين من الموت جوعًا، فعندما انتشرت صوره إلى جانب صور أخرى في وسائل الإعلام العالميّة، لم يعد بالإمكان تجاهل المأساة، لتبدأ حملات مثل "باند إيد" و"أمريكا من أجل إفريقيا"، و"لايف إيد" والتي كانت نتاجًا مباشرًا لتلك الصور التي لامست قلوب الملايين.


في تلك اللحظات الحالكة، لم يكن محمد أمين الذي وثّق للعالم أول صور لاستقلال كينيا، مجرّد مصوّر صحفي، بل كان شاهدًا على الفاجعة، يلتقط بعدسته الحقيقة العاريّة التي لم يرغب الكثير في مواجهتها، ومن بين تلك الصور التي تُعرض في المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر 2025" تبرز ثلاث صور تختزل عمق المأساة: الأولى لطفل إثيوبي، جسده الهزيل يكاد يذوب من الجوع، ووجهه يعلوه المرض والجوع، ونظراته الحزينة تنطق بكل ما لا تستطيع الكلمات وصفه، ويلخصها سؤالٌ واحد: "لماذا؟".


وهناك صورة أخرى لضحايا المجاعة، ينحني بعضهم لالتقاط حبات الحبوب المتساقطة من طائرات الإغاثة، في مشهد يجسّد استجداء الحياة بأبسط أشكالها، وبالحدّ الأدنى من الحقوق الآدميّة، وعلى الرغم من أن هذه الحبوب كانت بالنسبة لهم رمزًا للأمل، لكنّها في عدسة أمين رمزٌ للظلم الذي يعيشونه.


ولعلّ أكثر الصور إيلامًا هي تلك التي تُظهر جثّة طفل محمولة لتوضع مع جثث أخرى في مخيم كوريم شمال إثيوبيا، في مشهد متكرر يوميًا آنذاك كان بمثابة تذكير قاسٍ بأنّ الموت ينتظر الجميع هناك، وأنّ الحياة كانت تتحوّل إلى مجرّد رقم في إحصاءات المأساة.


وفي يونيو 1985 وصلت حملات الإغاثة ذروتها، رافقها سلسلة حفلات "لايف إيد" التي نظمها المغني الإيرلندي الشهير بوب غيلدوف، والتي أقيمت في عدة مدن حول العالم وجمعت ملايين الدولارات لإنقاذ الجياع في إثيوبيا، وكانت صور أمين وقودًا أشعل هذه الحركة العالميّة.


في "اكسبوجر 2025" تُعرض هذه الصور ليس فقط كتوثيق للتاريخ أو استرجاع لذكرى أليمة، بل هي تذكير دائما بقدرة الصورة على تغيير الواقع، وبأنّ الإنسانية مازالت قادرة على التحرّك عندما تلمسها الحقيقة. وهذا هو الإرث الحقيقي لمحمد أمين، حيث عدسته أنقذت ملايين الأرواح، وصوره حوّلت اليأس إلى أمل، وألهمت العالم ليكون أفضل.

معرض محمد امين في مهرجان اكسبوجر
معرض محمد امين في مهرجان اكسبوجر
معرض محمد امين في مهرجان اكسبوجر
معرض محمد امين في مهرجان اكسبوجر
معرض محمد امين في مهرجان اكسبوجر
معرض محمد امين في مهرجان اكسبوجر
معرض محمد امين في مهرجان اكسبوجر
معرض محمد امين في مهرجان اكسبوجر
معرض محمد امين في مهرجان اكسبوجر
معرض محمد امين في مهرجان اكسبوجر
معرض محمد امين في مهرجان اكسبوجر
معرض محمد امين في مهرجان اكسبوجر
تابع مواقعنا