في ذكرى ميلادها.. كيف صنعت تحية كاريوكا أسطورتها الفنية؟

يحل اليوم 22 فبراير ذكرى ميلاد الفنانة تحية كاريوكا، واحدة من أبرز الأسماء في تاريخ الفن المصري والعربي، لم تكن مجرد راقصة شرقية، بل كانت أيقونة متعددة المواهب، جمعت بين الإبداع في الرقص والتميز في التمثيل، إضافة إلى مواقفها القوية في الحياة السياسية والاجتماعية.
واستطاعت تحية كاريوكا أن تحفر اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الفن، فكانت راقصة مبدعة، وممثلة موهوبة، وشخصية جريئة جعلتها محط أنظار الجمهور والنقاد على حد سواء.
ذكرى ميلاد تحية كاريوكا
عاشت تحية طفولة صعبة في الإسماعيلية، إذ واجهت رفض عائلتها لحبها للرقص والفن، لكن هذا لم يمنعها من تحقيق حلمها، فقررت الهروب إلى القاهرة لتبدأ رحلتها الفنية، انضمت إلى فرقة بديعة مصابني، وهناك وجدت الدعم والتوجيه الذي جعلها تتألق وتصبح واحدة من أهم راقصات الشرق.
وكانت تحية كاريوكا من أكثر الفنانات جرأة في التعبير عن آرائها السياسية، مما جعلها تواجه مضايقات كثيرة، وفي عام 1953 تعرضت للاعتقال بسبب دعمها للحركات الوطنية المعارضة، فقد سُجنت لمدة 101 يوم، وكانت هذه من أصعب لحظات حياتها، لكنها خرجت من السجن أكثر قوة، مؤكدة أنها لن تتراجع عن مبادئها.
وتزوجت تحية أكثر من 14 مرة، وكانت علاقاتها العاطفية مليئة بالأحداث الدرامية، ومن أشهر زيجاتها زواجها من رشدي أباظة، الذي لم يستمر طويلًا بسبب خيانته لها مع سامية جمال، كما تزوجت من الكاتب الصحفي مصطفى أمين، لكنها انفصلت عنه بعد تعرضه للسجن، وكل هذه التجارب جعلتها أكثر نضجًا وقوة، لكنها لم تتخلَ عن فكرة الحب والزواج.
وفي أواخر حياتها، مرت تحية كاريوكا بتغير كبير، إذ ابتعدت عن الأضواء وأصبحت ملتزمة دينيًا، وكرست حياتها لمساعدة المحتاجين، تبنّت طفلة صغيرة اسمها عطية الله، وحرصت على تربيتها بنفسها، معتبرة أنها التعويض عن حياتها العاطفية غير المستقرة.
وعانت تحية كاريوكا من مشكلات صحية في سنواتها الأخيرة، حتى توفيت في 20 سبتمبر 1999 عن عمر ناهز 80 عامًا، كانت جنازتها بسيطة، لكنها حملت مشاعر حب ووفاء من زملائها وجمهورها، الذين اعتبروها رمزًا لن يتكرر في تاريخ الفن.