خوفًا من ترامب.. مسؤولون ماليزيون يطالبون رئيس الوزراء بتخفيف حدة خطابه ضد إسرائيل

تلقى رئيس الوزراء الماليزي، أنور إبراهيم، نصائح من مسؤولين حكوميين لتخفيف حدة خطابه بشأن الحرب بين الإسرائيلية على غزة، في ظل مخاوف من أن تؤدي تصريحاته إلى تداعيات اقتصادية من جانب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفقًا لمصادر مطلعة على الأمر، حسبما ذكرت وكالة بلومبيرج.
مخاوف من عقوبات تجارية أمريكية
ويخشى المسؤولون الماليزيون من أن ترامب قد يفرض تعريفات جمركية على الصادرات الماليزية، ما قد يضر بالاقتصاد الماليزي الذي يعتمد بشكل كبير على التجارة الخارجية، وتحديدًا، هناك مخاوف من استهداف قطاع أشباه الموصلات المزدهر في البلاد والاستثمارات المتزايدة في مراكز البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وأعلن ترامب مؤخرًا عن نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات السيارات وأشباه الموصلات والأدوية، ما يجعل ماليزيا من أكثر الدول عرضة للخطر، إذ تمثل صادراتها من الرقائق الإلكترونية إلى الولايات المتحدة 1.4% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقًا لتقديرات بلومبيرج.
علاقات متوترة بين أنور وواشنطن
وشهدت علاقات أنور إبراهيم مع الولايات المتحدة توترًا في السنوات الأخيرة بسبب انتقاداته الشديدة للهجوم الإسرائيلي على غزة ودعمه العلني للمقاومة الفلسطينية التي تصنفها واشنطن والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية.
لكن في الفترة الأخيرة، يبدو أن أنور أصبح أكثر حذرًا في تصريحاته، إذ تجنب التعليق المباشر على تصريحات ترامب الأخيرة التي دعا فيها إلى استيلاء الولايات المتحدة على قطاع غزة، واكتفى بالقول إن ماليزيا ستدرس الاقتراح، مع تركيز خطابه على إنشاء صندوق مشترك مع اليابان لإعادة إعمار غزة.
موازنة العلاقات بين واشنطن والجنوب العالمي
وفي منشور على فيسبوك الأسبوع الماضي، هاجم أنور النظام الإسرائيلي متهمًا إياه بتقويض وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه قطر ومصر والولايات المتحدة، لكنه تجنب انتقاد إدارة ترامب بشكل مباشر.
وتعكس هذه الاستراتيجية محاولة ماليزيا لموازنة علاقاتها بين الولايات المتحدة ثالث أكبر شريك تجاري لها وبين الاقتصادات الناشئة في الجنوب العالمي بقيادة الصين.
ووفقًا لمصادر مطلعة، تعمل حكومة أنور على إعداد إطار عمل لإدارة المخاطر الجيوسياسية لتعزيز العلاقات التجارية مع كل من روسيا والبرازيل، وهما من أعضاء مجموعة بريكس التي انضمت إليها ماليزيا العام الماضي.
تعزيز العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة
وفي الوقت ذاته، تسعى ماليزيا إلى استقطاب المزيد من الاستثمارات من الشركات الأمريكية الكبرى مثل مايكروسوفت، إنفيديا، وأمازون، التي تقوم جميعها بتطوير مراكز بيانات تعمل بالذكاء الاصطناعي في ماليزيا، كما أن الولايات المتحدة تعد ثالث أكبر سوق لصادرات أشباه الموصلات الماليزية.
لكن هناك تهديدًا آخر يلوح في الأفق، وهو القيود الأمريكية المفروضة على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي، والتي تم الإعلان عنها في عهد الرئيس جو بايدن، وقد يتم إلغاؤها من قبل إدارة ترامب خلال فترة مراجعة تستمر 120 يومًا حتى أبريل المقبل.
جهود دبلوماسية لتخفيف التوتر مع واشنطن
وفي ظل هذه التحديات، أوكل أنور إبراهيم مهمة تحسين العلاقات مع إدارة ترامب إلى وزير التجارة والصناعة الدولية، زفرول عزيز، الذي يخطط لزيارة الولايات المتحدة خلال الربع الثاني من العام الجاري للقاء المستثمرين ومناقشة العلاقات التجارية.
ومع ذلك، لم تعلق وزارة التجارة والصناعة الدولية الماليزية على هذه التطورات، بينما لم ترد وزارة الاقتصاد الماليزية على طلبات التعليق.
ميزان تجاري غير متكافئ مع الولايات المتحدة
تجعل الفوائض التجارية الماليزية مع الولايات المتحدة كوالالمبور هدفًا محتملًا للرسوم الجمركية الأمريكية. فقد بلغت قيمة الصادرات الماليزية إلى الولايات المتحدة 52.5 مليار دولار في عام 2024، بزيادة 13.7% عن العام السابق، بينما ارتفعت الواردات الماليزية من الولايات المتحدة إلى 27.7 مليار دولار، بزيادة 44% مقارنة بعام 2023، وفقًا لبيانات مكتب الممثل التجاري الأمريكي.