اللي رايح أحسن من اللي قاعد.. كيف ودع محمد شرف الحياة في ذكرى ميلاده؟
في مثل هذا اليوم، 19 فبراير، نحتفل بذكرى ميلاد الفنان الكوميدي الراحل محمد شرف، الذي وُلد عام 1963 في محافظة الإسكندرية، وأشتهر بأدواره الكوميدية المميزة، وترك بصمة لا تُنسى في السينما والمسرح والتليفزيون المصري.
ويظل الفنان محمد شرف أحد أبرز الأسماء المرتبطة بالكوميديا المصرية، ليس فقط بخفة ظله ونكاته المميزة، بل أيضًا بروحه البسيطة التي خلقت له مكانة خاصة في قلوب الجمهور، فلم يكن محمد شرف مجرد ممثل يروي النكات، بل كان فنانًا يعكس واقع الناس البسطاء، ويمزج الضحك بالألم في كل أدواره، وهو ما أكده في تصريحاته طوال مشواره الفني.
ذكرى ميلاد محمد شرف
لم يكن محمد شريف طامعًا في الأدوار الرئيسية، بل كان راضيًا تمامًا عن مكانته، إذ قال في إحدى مقابلاته: أنا مش مهم أبقى بطل، المهم لما الناس تشوفني تقول: الله ده محمد شرف، كان جامد في الفيلم ده، وهذا ما حدث بالفعل، إذ استطاع أن يترك بصمة واضحة بأدواره الصغيرة، حتى أن بعض مشاهد أفلامه أصبحت تريندات رغم مرور سنوات طويلة على عرضها.
ورغم ابتسامته الدائمة، لم تكن حياته سهلة، فقد مرّ بأزمات صحية خطيرة، لكنه فضل أن يكتم آلامه في نفسه، قائلًا: أنا مش بحب أشتكي، لأن الشكوى مش هتفيد، كنت بعاني من مشاكل في القلب، لكن مكنتش بحب الناس تشوفني ضعيف، الضحك كان دايمًا سلاحي.
أعمال محمد شرف
وخضع الراحل لعدة عمليات جراحية في القلب، لكنه أصرّ على العودة للتمثيل حتى في أصعب لحظاته، لأنه كان يؤمن أن حب الجمهور هو المكسب الحقيقي، وليس المال أو الأدوار الكبيرة، كما قال في إحدى اللقاءات السابقة: في ناس بتشتغل عشان الفلوس، وفي ناس بتشتغل عشان تعيش، لكن أنا كنت بشتغل عشان أسيب حاجة الناس تفتكرها.
في سنواته الأخيرة كان محمد شرف يدرك أن المرض أخذ منه الكثير، لكنه لم يفقد روحه الساخرة حتى في مواجهة الموت، إذ قال في آخر ظهور له: موتي هيكون راحة، بس اللي رايح أحسن من اللي قاعد، الدنيا بقت صعبة، والناس مش بتضحك زي زمان.
وبالفعل، رحل في 27 يوليو 2018، تاركًا خلفه إرثًا من الضحك الذي لا يزال يعيش في ذاكرة محبيه.
ورغم رحيله، لا تزال إفيهاته ومشاهده تجلب البسمة إلى وجوه المشاهدين، ويبقى صوته وضحكاته دليلًا على أن الفن الصادق لا يموت أبدًا، وأن الكوميديا الحقيقية ليست مجرد كلمات تقال، بل شعور يصل إلى القلب.
