يطعم القلوب قبل البطون.. عم أشرف الروبي يوزع وجبة الإفطار على الطلاب مجانا ببني سويف

عند مفرق مدرسة خالد بن الوليد في مدينة بني سويف، يقف رجل بملامح مصرية أصيلة، وجهه مضيء بابتسامة صافية، وكأنه قطعة من النور وسط زحام الحياة، إنه عم أشرف الروبي، الرجل الطيب الذي لا يملك ثروة بالمقاييس الدنيوية، لكنه أغنى الناس بقلبه الكبير وتجاراته الرابحة مع الله.
"اتفضل يا ابني.. كُل واتقوّى"، جملة يرددها كل صباح، وهو يوزع وجبة الإفطار على الطلاب والمارة، طعمية ساخنة، بيض مسلوق، وعدس طازج.. أطباق بسيطة لكنها تحمل في طياتها بركة ودفء لا يُشترى بمال، يعرف أن بعض الطلاب يأتون إلى المدرسة بمعدة خاوية، فيحرص على أن يكون أول من يملأها بالخير والبركة.
عم أشرف الروبي يوزع وجبة الإفطار على الطلاب مجانا ببني سويف
وحين يأتي الصيف، إذ تلقي الشمس بأشعتها الحارقة على وجوه العابرين، لا ينسى عم أشرف أن يكون رحمة تمشي على الأرض، بيده زجاجات ماء باردة وخيار طازج، يوزعها بابتسامته المعتادة، وكأنه يقول للناس: خذوا من رحمة الله، فالعطش لا يُطفأ إلا بالخير.
عم أشرف ليس مجرد رجل يوزع الطعام والماء، بل مدرسة قائمة بذاتها، يعلّمنا أن الحياة ليست في جمع المال، بل في جبر الخواطر، وأن التجارة الحقيقية ليست في البيع والشراء، بل في إطعام الطعام وإدخال السرور على قلوب الناس.
كل من يمر به يخرج بقلب ممتلئ بحب هذا الرجل، بل بحب الحياة نفسها، فقد علمنا أن محبة الله تُكتسب بخدمة عباده، وأن الكنز الحقيقي هو أن ترى الفرح في عيون الآخرين بسببك.