هل الشموع المعطرة ضارة بصحتك؟.. دراسة تكشف تأثيرها على الدماغ

تُعد الشموع المعطرة من عناصر الديكور الأساسية التي تضفي أجواءً دافئة ومريحة على المنزل، لكن دراسة حديثة نُشرت في Nature Communications كشفت عن مخاطر صحية غير متوقعة مرتبطة بها، ما يثير تساؤلات حول مدى أمان استخدامها بشكل متكرر.
كيف تؤثر الشموع المعطرة على الدماغ؟
وحسب ما نشرته صحيفة هندستان تايمز، أوضحت الدراسة أن الشموع المعطرة تُسبب تلوثًا داخليًا يؤثر سلبًا على الوظائف الإدراكية من خلال تحفيز التهابات الدماغ.
وأجرى الباحثون تجربة على 26 شخصًا بالغًا، وتم تعريضهم إما لهواء ملوث ناتج عن احتراق الشموع أو لهواء نظيف لمدة ساعة، ثم خضعوا لاختبارات إدراكية.
وأظهرت النتائج انخفاضًا واضحًا في الانتباه الانتقائي، وهو المسؤول عن التركيز وتجاهل المشتتات، بالإضافة إلى تراجع الإدراك العاطفي، ما قد يؤثر على التفاعل الاجتماعي والقدرة على تفسير المشاعر.
مخاطر صحية إضافية لاستخدام الشموع المعطرة
ولم تقتصر الأضرار على التأثيرات الإدراكية فقط، بل شملت أيضًا مشكلات صحية أخرى مرتبطة بالتعرض المستمر لمكونات الشموع المعطرة.
ووفقًا للدكتور كريستيان بفرانج، أستاذ علوم الغلاف الجوي بجامعة برمنجهام، فإن الشموع تطلق الألدهيدات، وخاصة الفورمالديهايد، وهي مواد كيميائية يمكن أن تسبب تهيجًا في الجلد والعينين والحلق، إضافة إلى ارتباطها بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
وعند احتراق المواد العطرية في الشموع، تنبعث المركبات العضوية المتطايرة مثل البنزين والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، وكلاهما يُصنف ضمن المواد المسرطنة المحتملة، كما تطلق الشموع الجسيمات الدقيقة التي يمكن أن تتغلغل في الرئتين، ما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي مثل الربو، وأمراض القلب.
كيف تقلل من المخاطر؟
وأكد الباحثون أهمية تهوية المكان جيدًا عند إشعال الشموع، ما يساعد في تقليل تركيز الملوثات في الهواء، كما يُفضل اختيار الشموع المصنوعة من شمع العسل أو شمع الصويا، والتي تنتج كمية أقل من المركبات الضارة مقارنة بالشموع التقليدية المصنوعة من البارافين.
وعلى الرغم من الأجواء المريحة التي توفرها الشموع المعطرة، إلا أن استخدامها بشكل متكرر قد يشكل مخاطر صحية، خاصة على الجهاز التنفسي والوظائف الإدراكية، لذلك يُنصح باستخدامها بحذر، مع الحرص على تهوية المكان لتقليل التعرض للملوثات المنبعثة منها.