ولائم مفتوحة ومديح صوفي.. الأقصر تحتفل بالليلة الختامية لمولد أبو الحجاج
احتفل أهالي مدينة الأقصر، أمس الأربعاء، بالليلة الختامية لمولد العارف بالله سيدي أبو الحجاج الأقصري، وسط أجواء روحانية تمتزج بالكرم والاحتفاء بالزوار، ويُعد هذا المولد من أهم المناسبات الدينية والاجتماعية التي يحرص أهل المدينة على إحيائها منذ أكثر من 150 عامًا.
الحاج حسن أبو مصطفى: محدش هينام من غير عشا
وقال الحاج حسن أبو مصطفى، أحد أهالي الأقصر، لموقع القاهرة 24: إقامة الاحتفال بالليلة الختامية لمولد سيدي أبو الحجاج الأقصري عادة متوارثة بين أهالي الأقصر منذ أكثر من 150 عامًا، وهي ليلة ينتظرها الجميع لما تحمله من أجواء عامرة بالخير والذكر.
وأضاف الحاج حسن أبو مصطفى: أهم ما يميز هذه الليلة هو إقامة الولائم في المنازل، التي تفتح أبوابها لاستقبال الجميع، والطبق الرئيسي بالطبع هو كباب أبو الحجاج، الذي تتميز به الأقصر، وهو عبارة عن قمح معجون مع اللحم بعد دَشّه وسلقه ثم تحميره، ويتم صنعه مرة واحدة في العام خلال أيام المولد، فضلًا عن الكمونية والطبيخ الأحمر والأخضر.
وأكمل أبو مصطفى: في هذه الليلة محدش بينام من غير عشا في الأقصر، فالبيوت مفتوحة بالولائم، فضلًا عن أهل الخير الذين يوزعون الوجبات والنفحات من أطعمة وعصائر وفواكه وحلويات.
ليالي الذكر والإنشاد.. أصوات المداحين تملأ الأجواء
وواصل أبو مصطفى: لا تكتمل الليلة دون حلقات الذكر والمديح التي يحييها كبار المنشدين، مثل الشيخ ياسين التهامي والشيخ أمين الدشناوي، الذين يأتون خصيصًا لإحياء هذه الليلة، إذ تتعالى أصوات الذكر والتواشيح وسط أجواء روحانية فريدة.
أهالي الأقصر يحتفلون بالليلة الختامية لمولد أبو الحجاج
وأشار الحاج حسن أبو مصطفى إلى أن الليلة تشهد مظاهر كرم لا مثيل لها، إذ يحرص الأهالي على توزيع الطعام والمشروبات على الجميع، في مشهد يعكس روح التكافل الاجتماعي والمحبة التي تميز مولد أبو الحجاج.
ويذكر أن العارف بالله سيدي أبو الحجاج الأقصري، هو يوسف بن عبد الرحيم بن يوسف بن عيسى الزاهد، أحد كبار الأولياء الصالحين، وُلِد في بغداد أوائل القرن السادس الهجري، ثم استقر في مدينة الأقصر حتى وفاته عام 642 هـ (1244 م)، ودُفن في ضريح داخل مسجد يحمل اسمه، بُني فوق أطلال معبد الأقصر، ليظل أحد المعالم الدينية البارزة في صعيد مصر.
