تصريحات ملك الأردن.. كواليس صناعة الفتنة
![ترامب وملك الأردن](/UploadCache/libfiles/151/4/600x338o/886.webp)
هجوم مطلق واستنكار على درجة كبيرة من الحدة واستدعاء لسوابق تاريخية مشكوك في حقيقتها وأن مر عليها عقود من الزمن وأصوات هادئة أو تصنعت الهدوء تجنبًا لأن تكون هي هدفًا للغاضبين من التصريحات التي نقلتها وسائل الإعلام العربية خصوصًا قناة الجزيرة من المؤتمر الصحفي القصير واللقاء الذي جمع العاهل الأردني الملك عبد الله أول الزائرين العرب إلى بيت دونالد ترامب الأبيض.
لم يكن من المقرر عقد مؤتمر صحفي خلال اللقاء بين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الأمريكي ترامب، حيث كان اللقاء مغلقًا أمام الصحافة، لكن فجأة سُمح للصحفيين بالحضور، وليس هذا المدهش في يوم ترامب في البيت الأبيض فوفقًا لمراسلين “كان اليوم برمته استثنائيا”.
![](/Upload/libfiles/151/4/878.jpeg)
هندس دونالد ترامب المؤتمر الصحفي على طريقته التي مثلت دومًا “فخًا” لمختلف الرؤساء والحكام الذين قصدوه زائرين إلى البيت الأبيض ولم يبذل أي جهد لتخفيف من حدة فيما يتحدث به عن تصوره حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة "الفلسطينيون، أو الأشخاص الذين يعيشون الآن في غزة، سيعيشون حياة جميلة في مكان آخر وسوف يعيشون بأمان ولن يُقتلوا أو يُقتلوا أو يضطروا إلى المغادرة كل 10 سنوات".
وبينما بدأت وسائل الإعلام العربية في نقل مجريات المؤتمر الصحفي تصاعد الاهتمام الشعبي خصوصًا في مصر والأردن تطلعًا إلى ردة فعل قوية من العاهل الأردني الذي أصر مرارًا وتكرارًا على رفض خطة الرئيس الأمريكي متشجعًا بالموقف المصري الصلب في وجه الولايات المتحدة والذي قاد القاهرة إلى استخدام لهجة هي الأقوى عربيًا في العقد الأخير على الأقل في وجه أقوى دول العالم.
التحريض يجهض توقعات "الموقف القوي"
![](/Upload/libfiles/151/4/880.jpeg)
ولكن بدلًا من ذلك جاءت الصدمة التي نقلتها وسائل إعلام عربية والجزيرة ونسبتها إلى وكالة رويترز للأنباء حول رد ملك الأردن على خطة الرئيس الأمريكي خلال المؤتمر وتوحدت طريقة الطرح من تلك الوسائل "العاهل الأردني ردًا على استقبال فلسطينيين: يجب أن نضع بالاعتبار كيفية تنفيذ ذلك بما يخدم مصلحة الجميع".
كان هذا التصريح صاحب الصدى الأكبر من إجمالي المؤتمر الصحفي الذي استمر ما يزيد عن 15 دقيقة تحدث أكثرها دونالد ترامب الذي كان مستعدًا للمؤتمر الصحفي تمامًا ولم يكون نصيب ملك الأردن فيها والذي بدا متفاجأ من الأمر إلا ما يقارب دقيقتين.
![](/Upload/libfiles/151/4/883.png)
هذا ما قاله ملك الأردن
لكن وبين نقدًا لعدم الصراحة المباشرة في الرفض كان أيضًا التشكيك واضحًا في التصريح الذي تم تداوله ونسب إلى رويترز وبالعودة إلى اللقاء وما نشرته وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية حول اللقاء اتضح أن ملك الأردن لم يكن حديثه إلا عن مقترح عربي قادم وفي طور الإعداد خلال الفترة الحالية وتشرف على صياغته القاهرة صاحبة الموقف القوي.
وقال ترامب للملك عبد الله، إن هذا ليس بالأمر المعقد ومع سيطرة الولايات المتحدة على تلك القطعة من الأرض - وهي قطعة كبيرة إلى حد ما - ستتمتع بالاستقرار في الشرق الأوسط لأول مرة.
ورد ملك الأردن: أعتقد أننا يجب أن نتذكر أن هناك خطة من مصر والدول العربية، وأعتقد أن النقطة الأساسية هي كيف نجعل هذه الخطة تعمل بطريقة تعود بالنفع على الجميع؟.
وحتى وكالة رويترز التي نسب لها التصريح المثير للجدل والمستخدم في سياق غير دقيق قال ملك الأردن إن الدول العربية ستأتي إلى واشنطن بمقترح مضاد، والمطروح الآن هي كيفية جعل هذا العمل ناجحا بطريقة تعود بالنفع على الجميع.
![](/Upload/libfiles/151/4/881.webp)
مراسل البيت الأبيض في "نيويورك تايمز"، زولان كانو-يونجس كتب في الصحيفة: العاهل الأردني يرفض مقترحات ترامب بتهجير الفلسطينيين في غزة، وأن الملك عبد الله أبدى اعتراضه إلى حد كبير عندما سأله الصحفيون عن اقتراح ترامب.
لم يستسلم لترامب
رأى مراسل واشنطن بوست في البيت الأبيض أن ملك الأردن لم يستسلم لمطالب ترامب باستقبال سكان غزة وحاول جاهدا عدم الانجرار إلى المناقشة.
تدوينات إكس تحسم الجدل
بينما كان التصريح المتداول كالنار في الهشيم على وسائل الإعلام العربية جاءت تدوينات ملك الأردن عبر إكس لتكون أكثر حسمًا للجدل:
- أنهيت للتو مباحثات بناءة مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض، ممتنون لحسن الضيافة، وبحثنا الشراكة الراسخة بين الأردن والولايات المتحدة، وأهميتها في تحقيق الاستقرار والسلام والأمن المشترك.
- أعدت التأكيد على موقف الأردن الثابت ضد التهجير للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وهذا هو الموقف العربي الموحد، يجب أن تكون أولوية الجميع إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، والتعامل مع الوضع الإنساني الصعب في القطاع.
![](/Upload/libfiles/151/4/884.png)
-السلام العادل على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وهذا يتطلب الدور القيادي للولايات المتحدة. الرئيس ترامب رجل سلام، وكان له دور محوري في التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة. نتطلع لاستمرار جهود الولايات المتحدة وجميع الأطراف لتثبيت وقف إطلاق النار.
![](/Upload/libfiles/151/4/885.png)
استنفار دبلوماسي أردني
دفعت حالة الجدل التي صاحبت التصريحات المُحرفة حراكًا إعلاميًا واسعًا لوزير خارجية الأردن الذي خرج في أكثر من مقابلة إعلامية للتأكيد على موقف بلاده الرافض للتهجير.
وقال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إن موقف الأردن من التهجير واضح وراسخ وحاسم لا جدال فيه ولا نقاش، وأكده الملك بأننا لن نكون وطنا لغير الأردنيين.
مخاوف أردنية كبيرة
ووفقًا للخبراء فإن إصرار الأردن منذ اللحظة التي قُدِّم فيها هذا الاقتراح، يعود لأنها ترى فيه تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي وسلامتها الديموغرافية، ومع بداية حرب غزة أكد رئيس الوزراء الأردني، بشر الخصاونة، أن عمل إسرائيل بأي شكل من الأشكال نحو تهجير الفلسطينيين من الضفة وغزة، سيكون بمثابة إعلان حرب على بلاده.