الثلاثاء 11 فبراير 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

محمود محيي الدين: الاقتصاد العالمي يمر بمرحلة معقدة ومليئة بالتحديات

محمود محيي الدين
اقتصاد
محمود محيي الدين
الإثنين 10/فبراير/2025 - 03:37 م

أكد الدكتور محمود محيي الدين مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لأجندة 2030 للتنمية المستدامة، أن الاقتصاد العالمي يمر بمرحلة معقدة ومليئة بالتحديات، حيث نشهد تباطؤًا في النمو الاقتصادي بسبب عوامل متعددة، من بينها الأزمات الجيوسياسية التي أثرت على تدفقات التجارة والاستثمار، والتضخم الذي أثر على القوة الشرائية للأفراد، وارتفاع معدلات الفائدة التي زادت من تكاليف التمويل، وهو ما انعكس على الشركات والدول، خاصةً في الأسواق الناشئة.

الاقتصاد العالمي 

وأضاف الدكتور محمود محيي الدين في حواره مع FRA بودكاست، الذي أداره الدكتور محمد عبد العزيز مساعد رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، أن هناك تأثيرات أخرى لا تقل أهمية، مثل التحولات في سلاسل التوريد العالمية، والتقدم السريع في التكنولوجيا، والتغيرات في سوق العمل نتيجة الأتمتة والذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن كل هذه العوامل تجعل المشهد الاقتصادي أكثر تعقيدًا، ولكنه أيضًا يفتح الباب أمام فرص جديدة للنمو، إذا ما تم التعامل معها بمرونة وكفاءة.

وأشار محيي الدين إلى أن التغير المناخي لم يعد مجرد قضية بيئية أو موضوعًا للنقاش بالعلماء، بل أصبح عاملًا اقتصاديًا رئيسيًا يؤثر على كل القطاعات والظواهر المناخية المتطرفة مثل الفيضانات، وحرائق الغابات، والجفاف، والتي تؤثر بشكل مباشر على الإنتاج الزراعي، وتهدد الأمن الغذائي، وترفع من تكاليف التأمين على الأصول والبنية التحتية.

وأوضح أن التحول نحو اقتصاد أكثر استدامة يفرض تحديات على الدول والشركات، ولكنه في الوقت نفسه يفتح فرصًا جديدة للاستثمار في الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا النظيفة، والاقتصاد الدائري، مضيفًا أن الاقتصاديات التي تتبنى هذا التحول مبكرًا ستكون في وضع أفضل من غيرها على المدى الطويل، لأن تكلفة التأخير في تبني سياسات مناخية مستدامة ستكون أعلى بكثير مستقبلًا.

وأكد الدكتور محمود محيي الدين أن هناك عدة خطوات أساسية يجب أن تتبناها الدول لضمان انتقال ناجح إلى اقتصاد أخضر ومستدام، وتبني سياسات طاقة نظيفة: التحول من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية، والرياح، والهيدروجين الأخضر، وهذا يتطلب استثمارات كبيرة في البنية التحتية للطاقة، وتعزيز الابتكار والتكنولوجيا: دعم الأبحاث والتطوير في مجالات التكنولوجيا النظيفة، وتحفيز الشركات على تبني ممارسات إنتاج مستدامة.

وأفاد أن من بين هذه الخطوات أيضا سياسات ضريبية وتحفيزية مثل فرض ضرائب على الانبعاثات الكربونية، ومنح حوافز ضريبية للشركات التي تعتمد ممارسات صديقة للبيئة، والتعاون الدولي حيث لا يمكن لأي دولة تحقيق التحول بمفردها، لذلك لا بد من تعزيز التعاون الدولي من خلال اتفاقيات المناخ، ونقل التكنولوجيا، وتوفير التمويل للدول النامية التي تحتاج إلى دعم في هذا التحول، وإدماج الاستدامة في الخطط الاقتصادية بحيث لا يكون التحول مجرد مبادرات منفصلة، بل جزءًا من رؤية اقتصادية متكاملة تحقق النمو المستدام.

وشدد على أن الأسواق الناشئة تواجه تحديات مزدوجة؛ فمن ناحية، تحتاج إلى تحقيق معدلات نمو اقتصادي مرتفعة لرفع مستوى المعيشة وتحقيق التنمية، ومن ناحية أخرى، عليها أن تواكب التغيرات العالمية في الاستدامة والتحول إلى اقتصاد منخفض الكربون.

وأضاف أنه من أبرز التحديات التي تواجهها هذه الدول محدودية  الموارد المالية، ومعظم الدول النامية تعاني من محدودية الميزانيات والديون المرتفعة، ما يجعل من الصعب تخصيص استثمارات كبيرة في الاقتصاد الأخضر دون دعم خارجي، والتحديات التكنولوجية والعديد من هذه الدول لا تمتلك التكنولوجيا أو البنية التحتية المتطورة الكافية لدعم الانتقال إلى الطاقة النظيفة.

وأوضح أهمية الحاجة إلى إيجاد توازن بين التنمية والاستدامة، على سبيل المثال، بعض الدول تعتمد بشكل كبير على الصناعات الثقيلة والموارد الطبيعية، ما يجعل التحول إلى اقتصاد أخضر أكثر تعقيدًا من غيرها.

وأشار إلى أن عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي يؤدي  في بعض الدول إلى صعوبة وضع سياسات طويلة الأمد، ويجعل تنفيذها أكثر تحديًا، موضحًا أهمية الحاجة إلى شراكات دولية.

ولفت إلى أنه بالرغم هذه التحديات، هناك العديد من بلدان عالم الجنوب بدأت بالفعل في تبني سياسات مناخية مستدامة، مثل الاستثمار في الطاقة المتجددة، وتشجيع النقل المستدام، وتعزيز كفاءة استخدام الموارد الطبيعية.

تابع مواقعنا