تفسير سورة الانفطار.. 4 مراحل لهلاك السماء وتحذير من مراقبين للبشر
يحتاج كل مسلم التعرف على تفسير سورة الانفطار، من أجل تدبر آيات قدرة الله تعالى والاتعاظ قبل فوات الأوان، فهذه السورة الكريمة أحد السور الكاشفة عن علامات يوم القيامة الكبرى. ويشرح تفسير سورة الانفطار وعددها 19 آية، كيف يمكن أن تتحول السماء والماء من نعمتين يهنأ بهما البشر، إلى آيتين لهلاك البشرية بأكملها. وعبر القاهرة 24 نوضح تفسير سورة الانفطار وأعظم فضائلها.
تفسير سورة الانفطار
يعد تفسير سورة الانفطار، من أهم ما يجب على كل مسلم تدبره، إذ أنها من السور التي ترهق المؤمن عند قرائتها لعظمة ما تتحدث عنه، وهي أحد السور التي تشفع للمسلم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "من سره أن ينظر إلى القيامة رأي عين فليقرأ: "إذا الشمس كورت وإذا السماء انفطرت وإذا السماء انشقت".
وفي خطبة له، أوضح الشيخ سعد بن عتيق العتيق أن تفسير سورة الانفطار ينبهنا إلى 4 حوادث تجعل الإنسان مسبحًا لله تعالى وترتعد ساقيه من عظمتها تقوم بقيام الساعة وهي: "إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتۡ (1) وَإِذَا ٱلۡكَوَاكِبُ ٱنتَثَرَتۡ (2) وَإِذَا ٱلۡبِحَارُ فُجِّرَتۡ (3) وَإِذَا ٱلۡقُبُورُ بُعۡثِرَتۡ".
ونوه إلى أن الآيات الأربعة الخاصة بقيام الساعة تشمل نظرتين للسماء والنجوم، ونظرتين للبحار والقبور، مما يحيط الإنسان من كل الجهات، مشددًا على أن البحار ستكون سببًا في هلاك البشر قبل يوم القيامة يوم أن يأذن الله لها بإزالة الحواجز بينها.
وحول القبور، أوضح أن الأرض تأكل كل جزء في الجسم ماعدا عظمة بيضاء صغيرة بحجم حبة البن، هي التي يُبعث منها الإنسان من جديد يوم القيامة.
وأوضح أن الانفطار يعني تقطع في السماء يزيد التوقع بسقوط السماء على البشر، مشيرًا إلى أن سُمك السماء يبلغ مسيرة 500 سنة، ومابين السماء والسماء الأخرى 500 سنة أخرى، والسماء يغطيها ملك من الملائكة لو أنزل جناحًا من جناحيه لغطى الأرض بما فيها.
وضمن شرحه لـ تفسير سورة الانفطار، أوضح 4 مراحل ستمر بها السماء قبل يوم القيامة وهي:
- الاشتعال أي أنها ستشتعل "وردة كالدهان" ثم يأتي الدخان فيغشى الكرة الأرضية كلها.
- تشقق الغمام، أي انشقاقها وانفطارها ومعناهما تقطعها وتشققها.
- تباعد القطع وتنزل الملائكة منها.
- تطوى كطي السجل للكتب بعد أن يخلو منها كل الخلق، وتذهب في يمين الله تعالى.
تفسير سورة الانفطار ابن كثير
وفي تفسير سورة الانفطار ابن كثير، ورد أن معنى "إذا السماء انفطرت" أي انشقت "وإذا الكواكب انتثرت" أي تساقطت "وإذا البحار فجرت" أي فجر الله بعضها في بعض فذهب ماؤها، وقال قتادة اختلط مالحها بعذبها وقال الكلبي مُلئت.
وفي قوله "وإذا القبور بعثرت" قال ابن عباس بحثت، وقال السدي تبعثرت وتحركت فيخرج من فيها، "علمت نفس ما قدمت وأخرت" أي إذا كان هذا حصل هذا.
وقوله "يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم"، قال ابن كثير: هذا تهديد لا كما يتوهمه بعض الناس من أنه إرشاد إلى الجواب حيث قال "الكريم" حتى يقول قائلهم غره كرمه، بل المعنى في هذه الآية ما غرك يا ابن آدم بربك الكريم - أي العظيم حتى أقدمت على معصيته وقابلته بما لا يليق كما جاء في الحديث يقول الله يوم القيامة ابن آدم ما غرك بي ابن آدم ماذا أجبت المرسلين.
وقوله "الذي خلقك فسواك فعدلك" أي ما غرك بالرب الكريم "الذي خلقك فسواك فعدلك" أي جعلك سويًا معتدل القامة منتصبها في أحسن الهيئات والأشكال.
وقال ابن جرير عن علي بن رباح حدثني أبي عن جدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ما ولد لك؟، قال: يا رسول الله ما عسى أن يولد لي إما غلام وإما جارية، قال: فمن يشبه؟، قال يا رسول الله مَن عسى أن يشبه إما أباه وإما أمه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عندها: مه لا تقولن هكذا إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضرها الله كل نسب بينها وبين آدم أما قرأت هذه الآية في كتاب الله "في أي صورة ما شاء ركبك".
وقوله "كلا بل تكذبون بالدين" أي: بل إنما يحملكم على مواجهة الكريم ومقابلته بالمعاصي تكذيب في قلوبكم بالمعاد والجزاء والحساب.
وقوله تعالى "وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون" يعني: وإن عليكم لملائكة حفظة كرامًا؛ فلا تقابلوهم بالقبائح، فإنهم يكتبون عليكم جميع أعمالكم.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله ينهاكم عن التعري فاستحيوا من ملائكة الله الذين معكم الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم إلا عند إحدى ثلاث حالات الغائط والجنابة، والغسل فإذا اغتسل أحدكم بالعراء فليستتر بثوبه أو بحرم حائط أو ببعيره".
ثم يخبر تعالى عما يصير الأبرار إليه من النعيم "إن الأبرار لفي نعيم" وهم الذين أطاعوا الله عز وجل ولم يقابلوه بالمعاصي، وقد روى ابن عساكر عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال "إنما سماهم الله الأبرار لأنهم بروا الآباء والأبناء".
ثم ذكر ما يصير إليه الفجار من الجحيم والعذاب المقيم "وإن الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين" أي يوم الحساب والجزاء والقيامة "وما هم عنها بغائبين" أي لا يغيبون عن العذاب ساعة واحدة ولا يخفف عنهم من عذابها ولا يجابون إلى ما يسألون من الموت أو الراحة ولو يومًا واحدًا.
وقوله "وما أدراك ما يوم الدين" تعظيم لشأن يوم القيامة ثم أكده بقوله "ثم ما أدراك ما يوم الدين" ثم فسره بقوله "يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله" أي: لا يقدر واحد على نفع أحد ولا خلاصه مما هو فيه إلا أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى.
