بسبب المخاوف من السكتات الدماغية.. تحذيرات من مخاطر العلاج بتقويم العمود الفقري
حذر خبراء الصحة من المخاطر المحتملة للعلاج بتقويم العمود الفقري، والذي يؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات خطيرة مثل السكتات الدماغية، كسور العظام، وحتى الشلل، وفقًا لما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.
تقويم العمود الفقري
يُروج أخصائيو تقويم العمود الفقري لهذا النوع من العلاج كوسيلة لتخفيف آلام الظهر والرقبة والكتف، إضافةً إلى ادعاءات البعض بقدرته على علاج حالات مثل الربو والحساسية ومغص الرُضّع، ويُقدر عدد ممارسي هذه المهنة بأكثر من 3800 في المملكة المتحدة، فيما يزور 15% من البالغين في الولايات المتحدة مقوم العمود الفقري سنويًا.
ورغم الشعبية الواسعة لهذا العلاج، إلا أن العديد من الخبراء يحذرون من مخاطره المحتملة، ومن بينهم البروفيسور إدزارد إيرنست، أستاذ الطب التكميلي بجامعة إكستر، الذي أوضح أن المخاطر تفوق الفوائد، مشيرًا إلى أن العلاج قد يؤدي إلى إصابات خطيرة تشمل تشريح الشرايين، وهو أحد أخطر إصابات العمود الفقري.
وأُثيرت مخاوف إضافية بعد وفاة جوانا كووالتشيك، البالغة من العمر 29 عامًا، والتي تعرضت لتمزق مميت في الأوعية الدموية بعد تعديل رقبتها من قبل مقوم العمود الفقري، وأظهر التحقيق أنها كانت تعاني من اضطراب في النسيج الضام، ما جعلها أكثر عرضة للإصابة بتشريح الشرايين.
الارتباط بالسكتات الدماغية
وفي سياق مماثل، شهدت الولايات المتحدة عدة حالات مميتة مرتبطة بهذا العلاج، منها وفاة عارضة الأزياء كاتي ماي عام 2016 بعد إصابتها بسكتة دماغية، وكذلك إصابة الطالبة كيتلين جينسن بشلل جزئي بعد تعرضها لسكتة دماغية خلال جلسة علاجية عام 2022.
ورغم هذه الحوادث، لا تزال البيانات حول مدى خطورة العلاج غير واضحة بسبب عدم وجود أنظمة رسمية للإبلاغ عن المضاعفات، وبينما تشير بعض التقديرات إلى أن تشريح الشرايين يحدث بمعدل حالة واحدة لكل 1000 عملية تلاعب بالرقبة، تشير دراسات أخرى إلى معدلات أقل بكثير، ما يثير جدلًا مستمرًا حول المخاطر الحقيقية لهذا النوع من العلاج.
وفي ظل هذه التحذيرات، توصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة بتوخي الحذر عند اللجوء لهذا النوع من العلاج، والتأكد من مراجعة التاريخ الطبي للمريض مسبقًا.
كما ينصح الخبراء بالبحث عن بدائل علاجية أكثر أمانًا، خاصةً مع استمرار الجدل حول فعالية العلاج بتقويم العمود الفقري مقابل مخاطره المحتملة.
