جوش بول: ترامب يستمع جيدًا للرئيس السيسي.. والوحدة العربية الحل لمنع تهجير الفلسطينيين من غزة
![تقى أبو هيبة صحفية](/UploadCache/libfiles/151/1/600x338o/943.jpg)
عقد القاهرة 24 حوارًا خاصًا مع جوش بول مسؤول الشئون السياسية والعسكرية بالخارجية الأمريكية، في أثناء عهد الرئيس جو بايدن، والذي استقال رفضًا للسياسة الأمريكية الداعمة لإسرائيل في الإبادة الجماعية بغزة.
وإلى نص الحوار:
استقلت من الخارجية الأمريكية مُسبقًا بسبب السياسات المُتبعة ضد غزة أثناء الإدارة القديمة، هل ترى أن الإدارة الجديدة أفضل في التعامل؟
- ما رأيناه من الإدارة الأمريكية الجديدة من منهجية، خصوصًا خلال الفترة الأخيرة بعد تصريحات الرئيس ترامب التي قال فيها إن الولايات المتحدة ستتحكم في غزة، يثير موجة جديدة من الغضب، بعدما تم إثارة الغضب خلال فترة حكم بايدن، دعينا نتحدث بشكل صريح وواضح، إن تقرير المصير هو حق لكل دولة وأمة حول العالم، وكل أمة تملك الحق في العيش بسلام وتقرر مصيرها بنفسها، على أرضها، غزة وفلسطين ليستا ملك لإسرائيل كي تقدمهما لأي شخص، ولا يحق للولايات المتحدة أن تستولي عليهما، يجب ضمان حق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم، وسواء كان بايدن يُقدم على تسليحهم أو أقدم ترامب على مثل هذه الخطوات من أجل تحقيق مكاسب اقتصادية أو غيرها، فهي مسألة غير مقبولة أبدًا وليس بالموقف الذي تتخذه دولة مثل الولايات المتحدة التي تعتبر قائدة العالم الحُر.
= ولكن كيف يرى الأمريكيون أنفسهم فكرة ترامب الخاصة بتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم؟
-ما أثار انتباهي، أنه في الوقت الذي أدلى فيه ترامب بهذه التصريحات، جاء فيه الرد في نفس اللحظة من الجمهوريين واليمين الأمريكي، الذي لأول مرة خرج في تصريحات عبر وسائل التواصل الاجتماعي قائلًا: نحن نوافق الرئيس ترامب على كل شيء حتى الآن، ماعدا تصريحاته الأخيرة بشأن التهجير من غزة.
الأغلبية العظمى من الشعب الأمريكي ضد هذه الأفكار، فليس للولايات المتحدة مصلحة في تطهير عرقي، فليس من مصلحة أمريكا نشر قوات في غزة، فالأمريكيون سئموا جدًا من وجود قواتهم المسلحة في العديد من المناطق في الشرق الأوسط.
وعندما جاء ترامب تعهد بأن يكون صانعًا للسلام، وبالتالي أنا أؤمن بأن الغالبية العظمى من الشعب الأمريكي لا يدعمون هذه السياسة، وهذا النهج، أتمنى أن تصل هذه المعلومات لمستشاري ترامب الذين يجرونه لاتخاذ مواقف مُشينة، ويقنعونه بأن ما يفعله لا يُرضي الشعب الأمريكي فليس هذا ما يرغبون فيه أبدًا.
=الأمريكيون الذين يرفضون التهجير، كيف يمكنهم إيقافه؟ على سبيل المثال، أثناء فترة حكم بايدن، رأينا العديد من القضايا رُفعت ضده، ورأينا مظاهرات ضده في الجامعات حول الولايات المتحدة عمومًا، إذن كيف يوقف الأمريكيون هذه الأزمة؟
- أعتقد أنه سيتم رفع العديد من القضايا على ترامب، وسنرى مظاهرات حاشدة كبرى ضده، فواحدة من أهم المسائل التي تفتقر إليها الولايات المتحدة خلال الفترة الأخيرة، هو نهج سياسي مُتبع، ففي نهاية الأمر، فالمشكلة هنا بالولايات المتحدة ليست سياسة واحدة سيئة، بل الدوافع السياسية التي يتم قيادتها بالأموال، والتي تمنع وجود إرادة سياسية حقيقية تتحدث بحرية عن رفض التهجير ودعم الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه.
أنا وزميل لي استقلنا من الخارجية الأمريكية بسبب ذلك، وكوّنّنا منظمة جديدة تُدعى نيو بوليسي هدفها الضغط على الكونجرس، والقرارات الرئاسية، وتكوين جبهة لتعديل قوانين الانتخابات والرئاسة، ونعم سيكون هناك مظاهرات، نعم سيكون هناك قضايا مرفوعة ضد ترامب، ويجب أن نعمل بشكل أوسع ونحشد الجهود كي نصل لكل مكان في الولايات المتحدة، ومن ثم حشد الجهود السياسية وبالتالي الإرادة السياسية ستستجيب لهم.
= هل يمكنك أن تخبرني بمزيد من التفاصيل عن منظمة نيو بوليسي التي تقودها، للوصول إلى حل عملي يمكن تطبيقه لمنع تهجير الفلسطينيين من أرضهم. وإعطائهم حقوقهم؟
- نحن نؤمن بأن الفلسطينيين لديهم حق تقرير المصير لأنفسهم، ويجب أن تحترم الولايات المتحدة الأمريكية قوانينها، وأن تتبع ما هو في مصلحتها ومصلحة الشعب الأمريكي، وبالطبع من الواضح أن ما تُقدم عليه الإدارة الأمريكية ليس في مصلحة الشعب الأمريكي أبدًا.
الرئيس ترامب يقول دائمًا إنه يرغب في أن يضع أمريكا أولًا، ولكن ما يحدث خلال العام ونصف الجاريين، منذ عهد بايدن وبداية عهد ترامب، فإن الولايات المتحدة تضع إسرائيل أولًا، وكذلك ساساتنا يضعون إسرائيل أولًا حتى لو على حساب حملاتهم الانتخابية.
كل ذلك يجب أن يتوقف، ويجب أن نشهد تحولًا في الرؤية السياسية، حيث إن ما يحدث الآن ليس في مصلحة الولايات المتحدة القومية، والانخراط في العملية السياسية، ومنع تحكم من يضعون مصلحة إسرائيل قبل مصلحة الأمريكيين.
= ننتقل للدول العربية ودورها، في رأيك كيف يمكن للدول العربية أن تمنع التهجير، خصوصًا أن مصر أعربت بشكل واضح وصريح عن رفضها التهجير، باعتباره ظلمًا لن تشارك مصر فيه؟
-أعتقد أن دور الدول العربية في هذا الوضع أهم بكثير من الدور هنا في الولايات المتحدة، لأن الرئيس ترامب يستمع لشركائه من العرب، خصوصًا الرئيس السيسي والأمير السعودي محمد بن سلمان، أعتقد أنه كان من المشجع للغاية متابعة البيانات الرسمية والردود الواضحة التي سرعان ما أطلقتها مصر والأردن وقطر والإمارات والسعودية، الرافضة للتطهير العرقي للفلسطينيين، بالطبع مصر تعتبر أهم دور لأن أي تطهير عرقي سيكون عن طريق معبر رفح البري، ومن المهم جدًا أن تواصل الدول العربية الضغط على ترامب، فهو بحاجة لرؤية ردود فعل واضحة في المنطقة، فهو مهتم جدًا مثلًا بالتطبيع والتطور الاقتصادي والاستثماري بالشرق الأوسط، فلا بد أن يعرف أن كل ذلك لن يأتي على حساب الفلسطينيين، وإقامة دولة فلسطينية.