عجائب كثرة الذكر.. قصص حقيقية لن تنسى ذكر الله بعد قراءتها
![عجائب كثرة الذكر](/UploadCache/libfiles/151/0/600x338o/636.jpg)
وردت عجائب كثرة الذكر عن أهل العلم، توضح فضل الذكر وفوائده العظيمة، كذلك ثبتت بعض تلك العجائب بالأحاديث النبوية الصحيحة ووقائع حدثت للصحابة رضوان الله عليهم.
وعبر القاهرة 24 نتعرف على عجائب كثرة الذكر وكيف استطاع أنبياء أو صحابة النجاة من أمور خطرة بفضل ذكر معين داوموا عليه أو قالوه في وقت شدة.
عجائب كثرة الذكر
وردت عجائب كثرة الذكر في القرآن والسنة وكتب أهل العلم، وهي ليست قصص خيالية بل حقيقية يعجز العقل عن استيعابها وتثبت قدرة الله تعالى ووجوده وأنه قادر على كل شيء مهما بدا مستحيلا.
ولعل أكبر مثال لـ عجائب كثرة الذكر، قصة سيدنا يونس حين نجاه الله تعالى من بطن الحوت بفضل ذكر واحد استمر عليه وهو "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، أيضًا سيدنا سليمان الذي سخر له الله تعالى المخلوقات "إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق" بفضل "فاستغفر ربه وأناب".
![](/Upload/libfiles/151/0/631.jpg)
وفي قصص الصحابة ما تقشعر له الأبدان من عجائب كثرة الذكر، إذ أن فوائد الذكر عظيمة أولها أنها تدخل السكينة للقلب، فقد قال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه: "لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل".
ويعادل فضل الذكر وفوائده الجهاد في سبيل الله، فقد قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: "لما كان الجهاد أفضل الأعمال، ولا قدرة لكثير من الناس عليه، كان الذكر الكثير الدائم يساويه ويفضُل عليه، وكان العمل في عشر ذي الحجة يفضُل عليه، إلا من خرج بنفسه وماله ولم يرجع منهما بشيء".
ويعد الذكر نجاة للبشرية من الهلاك، حتى قيل عن السلف "لولا من يذكر الله في غفلة الناس، لَهَلَكَ الناس"، وقال عمر رضي الله عنه: "عليكم بذكر الله فإنه شفاء، وإياكم وذكر الناس فإنه داء".
قال مالك بن دينار: "ما تلذَّذَ المتلذِّذُون بمثل ذكر الله عز وجل"، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "الذكر للقلب مثل الماء للسمك، فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء؟!". وقال ابن عون: "ذكر الناس داء، وذكر الله دواء".
وكان يحيى بن معاذ يقول: "حادثوا القلوب بذكر الله تعالى، فإنها سريعة الغفلة"، فاللسان لا بدَّ له أن يتكلم إما بخيرٍ أو بشـرٍّ أو بأمرٍ مباح، فانظر لنفسك ألا تتكلَّم إلا بما يرضي ربَّك عز وجل وتجده في صحيفتك يوم القيامة، ومن أعظم العقوبات الغفلة عن الذكر؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28].
![](/Upload/libfiles/151/0/632.jpg)
قصص عجائب ذكر الله
نورد فيما يلي قصص عجائب ذكر الله:
- ويقول ابن القيم: "قد شاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية في مشيته وكلامه وإقدامه وكتابته أمرًا عجيبًا، فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ في جُمُعةٍ أو أكثر يقصد أسبوعًا وقد شاهد العسكر من قوَّته في الحرب أمرًا عظيمًا".
- كان لأبي هريرة خيطٌ فيه ألفا عُقدة، فلا يُنام حتّى يُسبِّحَ به.
- كان خالد بنُ معدان يُسبِّحُ كلَّ يوم أربعين ألف تسبيحة سوى ما يقرأ من القرآن، فلما مات وضع على سريره ليغسل، فجعل يُشير بأصبعه يُحركها بالتسبيح.
- قيل لعمير بن هانئ: ما نرى لسانَك يَفتُرُ، فكم تُسبِّحُ كلَّ يوم؟ قال: مئة ألف تسبيحة، إلا أنْ تُخطئ الأصابع، يعني أنَّه يَعُدُّ ذلك بأصابعه.
- قال عبد العزيز بنُ أبي رَوَّاد: كانت عندنا امرأةٌ بمكة تُسبح كلّ يوم اثني عشرة ألف تسبيحة، فماتت، فلما بلغت القبر، اختُلِست من بين أيدي الرجال.
- كان الحسن البصري كثيرًا ما يقول إذا لم يُحدث، ولم يكن له شغل: سبحان الله العظيم، فذكر ذلك لبعض فقهاء مكة، فقال: إنَّ صاحبكم لفقيه..
- كان عامةُ كلام ابن سيرين: سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده.
- كان المغيرة بنُ حكيم الصنعاني إذا هدأت العيون، نزل إلى البحر، وقام في الماء يذكر الله مع دوابِّ البحر ".
- نام بعضُهم عند إبراهيم بن أدهم قال: فكنتُ كلَّما استيقظتُ من الليل، وجدتُه يذكر الله، فأغتمّ، ثم أُعزِّي نفسي بهذه الآية: "ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ".
- كان بلالٌ كلَّما عذَّبه المشركون في الرمضاء على التوحيد يقول: أحدٌ أحدٌ، فإذا قالوا له قل: اللات والعُزَّى، قال: لا أحسنه.
![](/Upload/libfiles/151/0/633.jpg)
- قصة حاتم الأصم التي ذكرها شهاب الدين الأبشيهي في المستطرف في كل فن مستظرف دون سند، والتي تحكي عن أن حاتمًا الأصم كان فقيرا وكثير العيال، فاشتاق إلى الحج ولم يوافق على ذهابه للحج إلا ابنة له، وتكبدت الأسرة الفقر الشديد خلال حجه، حتى أن زوجته عتبت على ابنتها لموافقتها على ذهابه للحج، فما كان من الابنة إلا أن دعت: إلهي، وسيدي، ومولاي، عودت القوم بفضلك، وأنك لا تضيعهم، فلا تخيبهم، ولا تخجلني معهم. فإذ خرج بأمير البلدة يتوجه لمنزلهم طالبًا شرب الماء، فلما علم بأمرهم ساعدهم بالمال، فلما رأت الصبية الصغيرة ذلك بكت بكاء شديدًا، فقالت: يا أم، والله إنما بكائي كيف بتنا البارحة جياعًا، فنظر إلينا مخلوق نظرة واحدة فأغنانا بعد فقرنا، فالكريم الخالق إذا نظر إلينا لا يكلنا إلى أحد طرفة عين، اللهم انظر إلى أبينا، ودبره بأحسن التدبير. أما أبيهم لما خرج محرمًا، توعك أمير الركب، فطلبوا له طبيبًا، فلم يجدوا، فقال: هل من عبد صالح؟ فدل على حاتم، فلما دخل عليه، وكلمه، دعا له، فعوفي الأمير من وقته، فأمر له بما يركب، وما يأكل، وما يشرب.
- روى مسلم والترمذي “عن أبي سعيد الخدري أن معاوية خرج على حلقة في المسجد فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جَلسنا نذكر الله! قال: آللهِ ما أجلسكم إلا ذلك؟ قالوا: آللهِ ما أجلسنا غيره! قال: أما إني لم أستحلفكم تُهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله تعالى يباهي بكم الملائكة”.
- روى الإمام أحمد في الزهد عن ثابت قال: “كان سلمان في عصابة يذكرون الله، فمر النبي صلى الله عليه وسلم فكفوا. فقال: “ما كنتم تقولون؟” قلنا: نذكر الله. قال: “إني رأيت الرحمة تنزل عليكم فأحببت أن أشارككم فيها”. ثم قال: “الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرت أن أصبر معهم”. وذلك قوله تعالى لحبيبه: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ.
![](/Upload/libfiles/151/0/634.jpg)
أحاديث في فضل الذكر
وبعد معرفة عجائب ذكر الله في القصص الجميلة والحقيقية، نؤكد على فضل الذكر وفوائده من خلال مجموعة أحاديث في فضل الذكر وهي كالتالي:
- قال عليه الصلاة والسلام: "ما عمِل ابن آدم عملًا أنجا له من عذاب الله، من ذكر الله"، وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله: "ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم" قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "ذكر الله عز وجل".
- وفي صحيح البخاري عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثل الذي يذكر ربه، والذي لايذكر ربه مثل الحي والميت".
- وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تبارك وتعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة".
- وقد جاء صحابي إلى النبي عليه الصلاة والسلام قال: يا رسول الله إن أبواب الخير كثيرة، ولا أستطيع القيام بها كلها، فأخبرني بما شئت أتشبث به ولا تكثر عليّ فأنسى؟ وفي رواية إن شرائع الإسلام قد كثرت عليّ، وأنا كبرت، فأخبرني بشيء أتشبث به فقال عليه الصلاة والسلام: "لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله".
- وفي الترمذي أيضًا عن أبي سعيد أن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سئل: "أي العباد أفضل وأرفع درجة عند الله يوم القيامة؟" قال: الذاكرون الله كثيرًا، قيل: يا رسول الله ومن الغازي في سبيل الله ؟ أي الذاكر ذكرًا كثيرًا أفضل من الغازي في سبيل الله ؟ قال: لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى يتكسر، ويختضب دمًا لكان الذاكرون لله تعالى أفضل منه درجة".
- وفي الترمذي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إذا مررت برياض الجنة فارتعوا، قالوا: يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر".
- وورد عن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما رواه البيهقي أنه قال: "ما من ساعة تمرُّ بابن آدم لا يذكر فيها إلا تحسر عليها يوم القيامة "، وعن أم حبيبة زوج النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت: قال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كلام ابن آدم كله عليه لا له إلا أمرًا بالمعروف، أو نهيًا عن منكر، أو ذكرًا لله عز وجل".
- وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟ قال: "أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله عز وجل".
![](/Upload/libfiles/151/0/635.jpg)