الخميس 13 مارس 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ترامب.. سمسار الماسونية ووعد بلفور الجديد

الخميس 06/فبراير/2025 - 01:56 م

منذ اللحظة الأولى لدخوله البيت الأبيض، لم يكن دونالد ترامب مجرد رئيس أمريكي تقليدي، بل كان منفذًا لمخططات تُحاك في الغرف المغلقة، تهدف إلى تثبيت الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة، ولو على أنقاض الحق الفلسطيني، قراراته لم تكن عشوائية، بل اتبعت نهجًا صارمًا في دعم الاحتلال، بدءًا من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، وصولًا إلى الترويج لما سُمي بـ"صفقة القرن"، التي لم تكن سوى محاولة لفرض الاستسلام على الفلسطينيين

وفي مؤتمره الصحفي الأخير مع السفاح نتنياهو، لم يحاول ترامب الالتفاف حول نواياه، بل أعلنها صراحة بتصريحات لا يمكن وصفها إلا بأنها وعد بلفور جديد، حيث أكد على:

تهجير كامل لسكان غزة دون حق في العودة، ومن يرفض فمصيره الموت.

سيطرة أمريكية مباشرة على القطاع، مع إرسال قوات عسكرية للقضاء على حماس وتحويل غزة إلى منطقة سياحية تحت سيطرة أمريكية دائمة.

إقرار سيادة إسرائيل على الضفة الغربية، بما يعني عمليًا اختفاء فلسطين من الخريطة.

إصراره على أن مصر والأردن سيقبلان المهجرين الفلسطينيين، متحدثًا وكأن الأمر محسوم.


عداء سافر لمصر وثبات على الموقف.

لم يكن دعم الاحتلال وحده هدف ترامب، بل سعى أيضًا لإخضاع الدول التي ترفض الانصياع لمخططاته، وعلى رأسها مصر، التي أظهرت رفضًا صريحًا للصفقات المشبوهة والتنازلات غير المقبولة، في أكثر من مناسبة، لوّح ترامب بتهديدات مبطنة لمصر، سواء فيما يتعلق بالمساعدات الأمريكية أو قضايا إقليمية أخرى، لكنه اصطدم بموقف مصري ثابت، لا يساوم على ثوابته الوطنية.

 

ورغم الضغوط والتهديدات، أثبتت مصر أنها ليست رهينة للقرارات الأمريكية، وأن موقفها من القضية الفلسطينية يستند إلى مبادئ راسخة لا تتغير بتغير الإدارات في واشنطن، فقد لعبت القاهرة دورًا محوريًا في إفشال مخططات تصفية القضية الفلسطينية، وكانت دائمًا في طليعة المدافعين عن الحقوق المشروعة للفلسطينيين، سواء في المحافل الدولية أو من خلال جهود التهدئة الميدانية، التي حافظت على استقرار غزة في أصعب اللحظات.

ورغم محاولات ترامب فرض رؤيته، جاء الرد المصري واضحًا وحاسمًا، لا تنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني، ولا قبول بأي مخططات تهجير قسري، وأكدت القيادة المصرية أن الحدود المصرية ليست جزءًا من أي حل يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وأنها لن تسمح بفرض واقع جديد يخدم الاحتلال على حساب الأمن القومي العربي.

قد يكون ترامب الأكثر جرأة في الكشف عن انحيازه لإسرائيل، لكنه بالتأكيد ليس أول من تبنى هذا النهج، ولن يكون الأخير، ومع ذلك، فإن التاريخ يثبت أن الشعوب لا تُهزم بقرارات رئاسية، وأن محاولات فرض الأمر الواقع مصيرها الفشل، تمامًا كما فشلت كل المشاريع السابقة التي حاولت تصفية القضية الفلسطينية.

سيذهب ترامب كما ذهب من قبله، وستبقى فلسطين والقدس عرببة وستظل القضية الفلسطينية هي قضية حية في وجدان الأمة وفي قلب كل حر، مهما تكالبت عليها المؤامرات وستبقى مصر ثابتة على موقفها الأبي.

تابع مواقعنا