المحافظة مليئة بالقمامة│ بورسعيد تلجأ لشركة نظافة خاصة بعد فشل التنفيذيين.. هل تنجح؟ (تحليل)
![اجتماع المحافظ مع](/UploadCache/libfiles/151/0/600x338o/109.jpg)
تعيش محافظة بورسعيد أسوأ مراحلها من حيث الخدمات المقدمة للمواطنين، خاصة في ملفي النظافة والإشغالات، حيث تحولت شوارع المدينة وأرصفتها إلى مراكز عشوائية لتجميع القمامة، وتصاعدت الروائح الكريهة، كما أصبحت الإشغالات في كل مكان دون ضابط أو رابط.
محافظة بورسعيد تلجأ لشركة نظافة خاصة بعد فشل التنفيذيين
حاول اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، منذ توليه المسؤولية، التصدي للإشغالات عبر شن حملات مكبرة في الشوارع التجارية، أبرزها حملات منطقة الثلاثيني، حيث تحدث مع المواطنين وشدد وتوعد ووعد، لكن النتيجة كانت زيادة الإشغالات بشكل كبير، وعدم القدرة على إزالتها أو محاصرتها أو حتى السيطرة عليها جزئيًا، مما حول شوارع المحافظة الخالية من العشوائيات إلى عشوائيات خالية من المحافظة، في مشاهد أثارت غضب المواطنين، ودفعهم إلى نشر آلاف المنشورات عبر صفحاتهم على "فيس بوك".
واجه المحافظ الحقيقة ولم ينكر وجود أزمة حقيقية في ملفي النظافة والإشغالات، حتى إنه صرح في مؤتمر صحفي واحتفال بالمركز الثقافي قائلًا: "أيوه، البلد كلها زبالة"، مؤكدًا أن الأجهزة التنفيذية لم تعد قادرة على حل الأزمة، ولابد من التعاقد مع شركة نظافة خاصة قد تنجح فيما فشل فيه التنفيذيون.
نشرت محافظة بورسعيد خلال الساعات الماضية بيانًا يؤكد أنها رفعت "الراية البيضاء" في ملف النظافة، حيث لم تفلح المعدات، واللوادر، وجهاز الإنقاذ والطوارئ، والعمال، والموظفون، والقادة، ورؤساء الأحياء في مواجهة أزمة انتشار القمامة، مما دفع المحافظ إلى توقيع تعاقد مع شركة بريطانية متخصصة في هذا المجال وتعمل في عدة دول حول العالم.
التساؤلات المطروحة:
هل ستنجح الشركة فيما فشل فيه التنفيذيون؟ وهل لديها من الإمكانيات والقدرات ما يجعلها تتفوق على الجهاز الإداري لمحافظة بورسعيد؟ كانت هذه أبرز التساؤلات التي طرحها المواطنون عبر "فيس بوك"، إلا أن أغلبهم بدا متفائلًا ومتشوقًا لرؤية نتائج هذه الخطوة، خاصة أن الجميع يحلم بالعيش في بيئة نظيفة خالية من الروائح الكريهة والأمراض والأوبئة.
لم تكشف المحافظة في بيانها تفاصيل كثيرة عن التعاقد، حيث لم يتم التطرق إلى قيمته المالية، أو إلى كيفية تعامل الشركة مع القمامة التي تدر أرباحًا كبيرة، مثل المخلفات العضوية، والعلب المعدنية، والبلاستيك وغيرها. وتساءل المواطنون: هل تمت دراسة الأمر بشكل عادل يضمن الحفاظ على أموال الدولة وعدم إهدار الموارد؟
يبدأ عمل الشركة في مارس المقبل، بفترة تشغيل تجريبية لمدة شهرين، وسط ترقب ومتابعة من الأهالي الذين يتمنون نجاح التجربة.
رأي المواطنين:
تقول السيدة "مروة أ"، عاملة بأحد المستشفيات الخاصة: "مش عارفة إيه اللي حصل في بورسعيد، البلد كانت جميلة جدًا، وعمرها ما كانت كده، حاليًا، نشعر وكأننا نعيش في قرية عشوائية، القمامة تملأ كل الأرصفة، والقطط والكلاب والفئران منتشرة في كل مكان، وحتى أمام المدارس والمساجد والمستشفيات، أتمنى أن تكون الشركة الجديدة قادرة على حل هذه الكارثة.. يابانية كانت أو صينية، المهم أن يتم رفع القمامة التي تحاصر حياتنا."
رؤية المهندس جمال الباشا:
من جانبه، تحدث المهندس جمال الباشا، التنفيذي السابق ورئيس حي الزهور والعرب، عن أزمة تراكم القمامة في شوارع بورسعيد، مشيرًا إلى العجز الواضح في رفع المخلفات، وسوء حالة الأشجار والنخيل والمسطحات الخضراء، وأكد أن الحل الأمثل يكمن في إعادة هيكلة جهاز الإنقاذ والطوارئ ليصبح جهازًا للنظافة والتجميل، بحيث يتولى جميع مهام النظافة في المحافظة، مع استلام معدات الأحياء من عربات ولوادر وأدوات نظافة، بالإضافة إلى نقل العمالة الدائمة والمؤقتة إلى الجهاز، باستثناء عمالة مجلس مدينة بورفؤاد.
وأوضح أن نجاح هذا المقترح يتطلب: إصلاح جميع المعدات وصيانتها، وتوفير ثلاث مكانس آلية، وثلاث سيارات ري ورش المياه، ودعم الجهاز بفرق متخصصة في الزراعة لتقليم الأشجار وتهذيب المسطحات الخضراء، وتوريد الدهانات اللازمة لطلاء البلدورات، وتعيين أحد المهندسين ذوي الخبرة لإدارة الجهاز، مع الاحتفاظ بالعمالة الفنية ودعمها بفنيي الصيانة من جراجات الأحياء.
وأكد أن تفعيل الجمع المنزلي سيسهم في القضاء على ظاهرة النباشين، مشيرًا إلى أن التكلفة المبدئية قد تكون مرتفعة، لكنها تظل أقل من تكلفة إسناد أعمال النظافة إلى شركات خاصة، مستشهدًا بتجربة "مصر سيرفس"، التي كانت تجربة فاشلة لبورسعيد مع شركات النظافة.
في النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح الشركة الجديدة في إعادة بورسعيد إلى سابق عهدها كمدينة نظيفة ومتطورة، أم ستكون مجرد تجربة أخرى تنضم إلى قائمة الإخفاقات؟ هذا ما ستكشفه الأسابيع المقبلة.