هل تتحول اقتراحات ترامب بشأن غزة إلى وعد بلفور جديد؟
مع ساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، تفاجأ العالم بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاصة عن غزة، ورغبته في تهجير أهالي غزة واحتلال القطاع بواسطة قوات أمريكية تمهيدا لتسليمها للاحتلال الإسرائيلي، وهذا يتشابه مع وعد بلفور بين بريطانيا واليهود.
وبالتزامن مع تصريحات ترامب الخاصة بتهجير قطاع غزة من أهاليه، طرح الكثيرون سؤال ماده، هل يمهد ترامب لوعد بلفور جديد لتهجير فلسطين من شعبها الأصلي؟.
هل تتحول اقترحات ترامب بخصوص غزة إلى وعد بلفور جديد؟
اقترح ترامب تهجير أهالي غزة وجميع سكان فلسطين إلى أراضٍ مجاورة، مع إرسال قوات أمريكية إلى غزة للسيطرة عليها بشكل طويل الأمد، وهذا الاقتراح أثار جدًا واسعًا.
وخلال حديثه مع نتنياهو، كرر الرئيس ترامب مرارا وتكرارا اقتراحه بنقل ما يقرب من مليوني فلسطيني من غزة التي دمرتها المعارك إلى منازل جديدة في أماكن أخرى حتى تتمكن الولايات المتحدة من إرسال قوات إلى القطاع، وتولي المسؤولية عنه وبناء ريفييرا الشرق الأوسط.
وعندما سُئل ترامب، عمن يتصور أن يعيش في غزة، قال: أتصور أن يعيش هناك شعوب العالم، شعوب العالم، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين أيضا: سيعيشون هناك، سيعيش الكثير من الناس هناك.
واقتراح ترامب الخاص بتهجير أهالي غزة وفرض السيطرة الأمريكية على القطاع، يتشابه مع حدث في وعد بلفور الذي نتج عنه سيطرة بريطانيا على فلسطين مع تهجير أهاليها، وبعد ذلك تم تسليم فلسطين لإسرائيل.
ولهذا أطلق كثيرون بمواقع التواصل على اقتراح ترامب، بأنه وعد بلفور جديد، خاصة أنه شدد على مسألة تهجير الفلسطينيين من أراضيهم مع احتلال غزة بشكل كامل، لكن السؤال المطروح في الوقت الحالي، هل ينجح ترامب في تنفيذ وعد بلفور الجديد على أرض الواقع؟.
وخلال تصريحاته أكد ترامب رفض مصر والأردن استقبال سكان القطاع، فيما أشار إلا أن دولا أخرى قد تفعل ذلك.
كما شددت مصر مرارا، على أنها لن تقبل بتصفية القضية الفلسطينية.
أهداف ترامب التوسعية
يأتي اقتراح ترامب بخصوص سيطرة الولايات المتحدة على غزة، مع ظهور أهدافه التوسعية مع عودته للرئاسة الأمريكية، فمنذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض قبل أكثر من أسبوعين بقليل، ركز الرئيس على الاستحواذ على أراض جديدة حتى بعد حملته الانتخابية على تعهدات بإبقاء الأمة بعيدة عن التورط في الصراعات الأجنبية و"الحروب الأبدية".
واقتراح ترامب الخاص باحتلال غزة، يتماشى مع سمات الطريقة التي تعامل بها ترامب في ولايته الثانية، حيث تعامل مع العلاقات مع الحلفاء المقربين مثل كندا والمكسيك باعتبارها علاقات معاملاتية إلى حد كبير ونظر إلى العالم باعتباره فرصة عمل كبيرة.
وقبل غزة، أبدى ترامب رغبته في استعادة البلاد لقناة بنما، واقترح أن تنتزع الولايات المتحدة جرينلاند من الدنمارك، واقترح مرارًا وتكرارًا ضم كندا إلى الولايات المتحدة باعتبارها الولاية رقم 51، وجميع اقتراحات ترامب تشير إلى اتباعه نهج توسعي جديد خاص بالولايات المتحدة، وذلك يتماشى مع ترويجه لفكرة، أن الولايات المتحدة ستكون عظيمة مرة أخرى في عهده.