الأحد 23 فبراير 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ترويض ترامب والعبث بمصالح أمريكا (1-2)

الإثنين 03/فبراير/2025 - 11:22 م

لا يخفى على أحد نوايا ترامب ليس فقط من قبل تنصيبه، ولكن يمكننا العودة لفترته الأولى لتجعلنا متيقنين من ذلك، فما فعله من نقل لسفارة أمريكا إلى القدس، ناهيك بشحن القنايل زنة الألف رطل في أيامه الأخيرة بالبيت الأبيض، ورفع العقوبات عن المستوطنين الموتورين المتورطين بجرائم ثابتة عليهم.

التجربة وسوابق السجال السياسي الأمريكي العربي أثبتت بما لا يدع مجالا للريبة، أن انتظار الفعل والوقوف للمشاهدة فقط يأتي بكوراث و"خوازيق" ينشغل الجميع بحلها لسنوات دون جدوى، بينما المطبخ السياسي الصهيوأمريكي ينشغل بطهي المزيد من الكوارث وفرض أمر واقع على الأرض.

عقلية التاجر لا تبارح رأس ترامب، فهو مشغول بحسابات المكسب والخسارة وكم سأدفع وماذا سأجني طوال حياته وسيظل كذلك، لا وفاء لحليف ولا التزام دولي إنساني وشعارات زائفة، فقط المكسب والخسارة وما تبقى إلى سلة المهملات، والدليل الأكبر على ذلك هو وقف منحة الوكالة الأمريكية بكل الدول التي تدعمها؛ فلسان حاله يردد بطبيعة الحال لماذا أنفق كل تلك الأموال على تدريب دون مردود، لا حاجة لاستعطاف الدول تحت شعارات علاقات بناءة، فالابتزاز يفي بالغرض.

أكبر خطر هو أن نظن داخل عالمنا العربي أن ترامب يرتجل كلماته، فهو أزكى وأدهى من ذلك، يعرف ماذا يقول وأين والنتيجة المنتظرة، كما ألقى بخطاف سنارته عبر فرض جمارك خارج التوقعات.. وجاء صيده الثمين بعد رضوخ المكسيك بشكل غير مباشر ولسان حال رئيستها "دعنا نجلس يا سيد ترامب ونتفق"، وبالتالي علق ترامب القرار شهرا لينظر ماذا سيجني، وتحديدا في مسألة الحدود مع كندا، الجمارك كانت الوسيلة فقط.

 بالطبع أمريكا قوة لا يستهان بها، ولكن ما يمكنك فعله في محيطك الإقليمي والدولي ليس قليلا إن أحسنت استغلاله، كما أن قرارات ترامب -المتعجلة في كثير من الأوقات- تشجع صيدك في الماء العكر والصافي، وبالمناسبة هذا ليس عيبا بل هو أساس سياسي يستند إلى اعتبارات ومصالح الدول المستهدفة.

وحسنا فعلت القاهرة بتحركاتها بدعوة 6 دول من اللجنة السداسية لدعم غزة، وتصدير فكرة أن الحل القائم والأنسب والذي لا بديل عنه هو إقامة حل الدولتين، وعين العقل توسيع "رقعة الفعل" وعدم انتظار الرد ودعوة جامعة الدول العربية للانعقاد وخروج بيان قوي متوازن يعكس وجهة نظر المنطقة ويغلق ما سواها بشكل عاجل. 
وبالفعل بدأ العالم من حولنا فهم اللعبة واستباق التضييق على ترامب بشكل غير مباشر بابتزاز حليفه المدلل نتنياهو، حيث أعلنت تسع دول (جنوب أفريقيا، ماليزيا، كولومبيا، بوليفيا، كوبا، هندوراس، ناميبيا، السنغال، وبليز) عن مجموعة تسمى مجموعة لاهاي؛ بهدف تعزيز القانون الدولي وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة ودعم حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، ومنهم دول إقليمية في نطاقك الإفريقي،  بالإضافة إلى تنسيق الجهود الرامية إلى التصدي لانتهاكات إسرائيل للقانون الدولي. 

تابع مواقعنا