كاد المعلم أن يكون رسولا.. مقولة هدمها معلم الرياضة بالقاهرة
كاد المعلم أن يكون رسولا.. سطر من الشعر سطره أمير الشعراء أحمد شوقي منذ زمن، يبرز مكانة المعلم القدوة مربي وصانع الأجيال، ومعلم الأخلاق رسول وسفير العلم، ولكن بعد أعوام سقط السطر والشعر، بعد أن تسبب معلم في هدم منظومة القيم والأخلاق بأفعاله التي لا تليق برسالته.
قصة حزينة وصادمة روتها طالبة بالصف الخامس الابتدائي لأسرتها تقص فيها أفعال سيئة ومواقف غير لائقة ارتكبها المعلم وهو يحاول لمس مواطن عفتها داخل الفصل، عقب انتهاء الحصة الدراسية وهي برفقة زميلتها، ولم يتوقف بل زاد جريمته بانتهاك خصوصيه تلك التلميذة والتقط لها عدة صور مهددا إياها بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعمد إهانتها أمام زميلاتها ولم تكن الطالبة هي الضحية الوحيدة، ولكن اعتاد المعلم تكرار الوقائع بمختلف الضحايا ومواقفه الدنيئة.
المعلم المتهم تعدى على طالبة أخرى بذات الفصل الدراسي في أثناء محاولتها إيقافه عن الاستمرار بالتعدي على زميلتها الأولى، كما أنشا مجموعة على أحد تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي؛ مستخدما إياها في تحقيق رغباته وشهواته المستعصية، نشر خلالها صورا ومقاطع تشير إلى مدلول أوضاع مخلة لطلاب المرحلة الابتدائية والإعدادية وتزيد جرائمه ومخالفاته بتصوير الطلاب، طالبا منهن الوقوف وهم في أوضاع غير لائقة؛ ليتمكن من تصويرهن وإنشائه مجموعة على أحد تطبيقات الهاتف المحمول لتلاميذ المرحلة الإعدادية ونشر صور غير لائقة ذات مدلول جنسي عليها.
وعلى عكس ما شاهدنا وتعلمنا من معلمينا، حيث كان يدخل المعلم ناطقا بسلام الله على التلاميذ.. دخل هذا المعلم المتهم على طالبات الفصل واقترب منهن، محدثهن بطريقة غير لائقة؛ تحمل ألفاظا وعبارات مسيئة تحمل معانيا مخلة، وشكاوى مختلفة ووقائع كثيرة تلقاها أولياء الأمور بكل حزن وصدمة، على إثرها توجهن إلى دار العلم - المدرسة، وحررن شكاوى؛ ليأتي القرار الأول باستبعاد كبير معلمي مادة الرياضيات من المدرسة على خلفية أفعاله وممارساته غير الأخلاقية تجاه تلاميذ وطلاب المدرسة.
وكانت استدعت النيابة أولياء الأمور واستمعت إلى شكواهم وسط دهشة وتعجب من ذلك الحديث، وعقب ثبوت جرائمه ومخالفاته؛ قررت النيابة الإدارية إحالة المعلم المتهم للمحاكمة التأديبية العاجلة.
حدثت تلك الواقعة بإحدى مدارس اللغات بمحافظة القاهرة، وباشرها إسلام شعبان وكيل النيابة الإدارية للتعليم بالقاهرة - القسم الثالث، بإشراف المستشارة ماريان ميخائيل مديرة النيابة.
وختاما؛ الرسول في اللغة العربية هو من يحمل رسالة من جهة أو شخص إلى جهة أخرى أو شخص آخر، وتبعًا لهذا المفهوم يُسمّى الأنبياء رسلًا، لأنهم يحملون رسالة من الله الخالق إلى البشر، فكان ذلك النص الذي اعتمد عليه أمير الشعراء أحمد شوقي في نصه:
قُمْ للمعلم وَفِّهِ التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا