طلق مراتك وصيعوا قبل أن يمر العمر.. كتب ولافتات مسيئة في معرض الكتاب | صور
روائح الكُتب تُذيب أرق الحياة، التجول بين رفوف الروايات والمُجلدات، يفصل الشخص عن الحياة، كل عنوان كتاب يسرِق القاريء من فكره ويُدخله في عالمه الخاص.. أجواء خاصة وساحرة تخطف زوار معرض الكتاب، هذا المكان الذي ينتظر الملايين من القراء لياليه، حيث يتلهفون على اليوم الذي ينطلق فيه المعرض، سواء من أجل شراء الكتب والتثقيف، أو لحضور الندوات وتنمية الفكر، أو للتطلع على الثقافات الأخرى، من خلال زائري المعرض الأجانب.
في هذا العام هناك عدة ملاحظات وضعت إدارة المعرض في مرمى الانتقادات، منها وجود كُتب دون المستوى، ولافتات مُسيئة، بالإضافة إلى عناوين الكتب الجدلية، التي تحولت لـ كوميكس على مواقع التواصل، بجانب جُمل أغاني المهرجانات التي دُوّنت بين السطور، جميعها ملاحظات أدانت مسؤولي المعرض.
"صيعوا قبل أن يمر العمر بكم".. "قالك تعيش هتشوف الندل والخاينين".."طلق مراتك تحبك أكتر".. جميعها جُمل صدمت القراء، فبدلًا من إيجاد عبارات للتهذيب تدعو للرُقي والخُلق، والترفع عن السفهاء، وجد القراء هذه الجُمل في معرض القاهرة الدولي للكتاب، منها من اتخذت إدارة المعرض موقفًا ضده، وسحبت بعض الكتب التي أثارت جدلًا، وآخر ما زال موجودًا في المعرض يراه ويقرأه آلاف المترددين.
وبجانب هذه العبارات، هناك كُتب تعرض أصحابها للنقد اللاذع والسخرية في بعض الأحيان، منها كتاب أيوه أنا اتطلقت، للكاتبة الشابة آية إيهاب، الذي آثار جدلًا واسعًا بين زوار المعرض وعلى منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن فتح الكتاب باب التساؤلات عن موضوع الطلاق بزاوية جديدة، بعيدًا عن الوصم الاجتماعي الذي يلاحق المرأة بعد اتخاذ هذا القرار، وبناءً عليه أكدت الكاتبة آية إيهاب أن الكتاب ليس انعكاسًا لتجربة شخصية، بل نتاج 10 سنوات من البحث والتجارب الواقعية مع أفراد مروا بتجربة الطلاق، وأوضحت في فيديو نشرته عبر صفحتها الشخصية، أن هدف الكتاب هو تقديم دعم معرفي وعاطفي للأشخاص الذين يمرون بهذه التجربة، كما تضمن تنويهًا يوضح أنه يسعى إلى الحفاظ على استقرار الأسر قدر الإمكان.
كتاب أيوه أنا اتطلقت ليس الأول الذي آثار جدلًا في معرض الكتاب، بل هناك كتاب آخر انقسمت الآراء حوله، وهو كاملات عقل ودين، هذا الكتاب الذي اتُهم كاتبه بأنه يتجاوز الخطوط الحمراء في معالجة القضايا الدينية، بعد أن واجه انتقادات شديدة من مستخدمي منصات التواصل، بسبب ما اعتبره البعض مساسًا ببعض الأحاديث النبوية، وبناء عليه اتخذت دار النشر قرارًا بسحب الكتاب من المعرض، مؤكدة في بيان رسمي لها أنها لم تتعمد الإساءة إلى الحديث النبوي أو التقليل من قيمته، وأن الكتاب، من تأليف أسماء عثمان الشرقاوي، يهدف إلى مناقشة الآراء المتداولة حوله، وليس الطعن في النصوص الدينية القيمة، إلا أن الرفض الواسع لهذا الطرح دفع الدار إلى سحب نسخ الكتاب من التداول احترامًا لمشاعر القراء وتقديرًا للحوار الثقافي المسؤول.
وبعد سرد الكُتب الجدلية في معرض الكتاب، والجُمل التي تحتوي على مقاطع من أغاني المهرجانات، واللافتات المسيئة في المعرض، يظل السؤال الذي يطرحه عدد كبير من المترددين، أين الرقابة على هذه المصنفات التي تسهم في تشكيل فكر الجمهور وزار المعرض، ومن يُحاسب على القصور في هذه الدورة من المعرض؟، تلك الدورة تحمل شعار اقرأ... في البدء كان الكلمة، وتُقام بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس.