من جحا إلى شريهان.. إرث فهمي عبد الحميد في عالم الفوازير
يحل اليوم السبت 1 فبراير، ذكرى ميلاد المخرج فهمي عبد الحميد، الذي رحل عن عمر ناهز الـ 51 عامًا، وستطاع أن يترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الفن المصري.
ذكرى ميلاد فهمي عبد الحميد
أدخل فهمي عبد الحميد البهجة على قلوب كثير من المصريين من خلال فوازيره وبرامجه الكوميدية، ومنذ صغره، كان مولعًا بالفن والجمال، ما دفعه للالتحاق بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، حيث تخرج منها عام 1963.
بدأ فهمي عبد الحميد رحلته الفنية مع التليفزيون المصري عام 1964، حيث عمل في قسم الرسوم المتحركة، وتتلمذ على يد المخرج علي محب الذي كان له دور كبير في انطلاقته الفنية، واشتهر عبد الحميد بتصميم تترات بعض المسلسلات والأفلام الشهيرة مثل فيلم الخيط الأبيض.
أعمال فهمي عبد الحميد
كان للفوازير النصيب الأكبر في شهرة فهمي عبد الحميد، حيث انطلقت مسيرته الحقيقية مع فوازير رمضان التليفزيونية التي لعبت فيها الفنانة نيللي دور البطولة، فبدأ هذه الرحلة مع برنامج صورة وفزورة الذي كان يعتمد على استضافة فناني الرسوم المتحركة في كل حلقة، ثم جاء بعده برنامج صورة وفزورتين، تلاه صورة وثلاث فوازير.
وتميز فهمي عبد الحميد الحقيقي جاء مع أشهر فوازير نيللي، مثل عروستي والخاطبة، من تأليف صلاح جاهين، وابتكر المخرج الراحل شخصية فطوطة، الكوميدية التي جسدها الفنان الراحل سمير غانم، والتي حققت نجاحا كبيرا وأصبحت جزءا من التراث الفني المصري.
ومن أبرز محطات فهمي عبد الحميد الفنية شراكته مع الفنانة شريهان، والتي بدأت عام 1985 بتقديم ألغاز رائعة جمعت بين الإبداع الفني والفكاهة المميزة، لتصبح تلك الأحاجي جزءًا من ذاكرة الجمهور العربي، واستمر تعاونهما لمدة ثلاث سنوات، قدمت خلالها شريهان أفضل أعمالها الفنية.
رحلة فهمي عبد الحميد الفنية لم تقتصر على تقديم الفوازير، بل استمرت في تقديم البرامج التليفزيونية والأعمال الفنية المميزة حتى آخر أيامه، في 17 يناير 1990، تعرض عبد الحميد لأزمة قلبية مفاجئة خلال تصويره لحلقات ألف ليلة وليلة التي كان يشارك في إخراجها، والتي كانت من بطولة مدحت صالح ورغدة ومنى عبد الغني، ورغم رحيله، ترك خلفه إرثًا فنيًا خالدًا امتد لأكثر من 51 عامًا.
رحل المخرج فهمي عبد الحميد، لكن أعماله لا تزال حية في قلوب المصريين والعرب، من خلال فوازير جحا وفطوطة وغيرها من الأعمال، استطاع أن يحقق خيالًا فنيًا جمع بين الترفيه والذكاء والفكاهة، رحيله كان خسارة للفن، لكنه ترك إرثًا لا يُنسى، يستمر في إضحاك الأجيال التي شهدت على فنه العبقري.