من يحرر يقرر3| سقيفة بني الشرع - سلفية جديدة.. قوة ناعمة
في قاعة مغلقة في مؤتمر انتصار الثورة السورية وتحت حراسة مشددة، بايع المؤمنون أميرهم في سقيفة بني الشرع رئيسًا للجماعة – عفوًا لسوريا.. فيما خارطة الطريق تتضمن بندًا واحدًا: تفويض الشرع بكل شيء؛ إنشاء لجنة تحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني ولجنة أخرى لاختيار مجلس تشريعي مصغر ثم لإعلان دستوري!!
في سقيفة بني الشرع اجتمعت الفصائل، تحت مظلة الشرعية الثورية فقط – من يحرر يقرر- لتقرر حل الفصائل، حل الدستور، حل الجيش السابق، حل الأحزاب، أحزاب عمرها يقارب مئة سنة سقطت بقرار، الحزب السوري القومي الاجتماعي والحزب الشيوعي وأحزاب أخرى عريقة طواها قلم.
يتساءل سوريون: ما معايير الموافقة على تشكيل الأحزاب في سوريا-الشرع؟ الحزب السوري السلفي مثلًا؟ الحزب الشيوعي الجهادي؟ الحزب الوطني الشرعي؟ حزب السلفيين الأحرار؟ حزب أنصار بلا حدود
استخدم الرئيس الانتقالي خطابًا شعبويًا لكسب التعاطف والقبول، فمصطلح خادم ولست حاكم يقصد بها الربط بمفهوم خادم الحرمين في تقليد الحكم الإسلامي التاريخي، إنه يؤسس لشرعية دينية تتجاوز الشرعية السياسية الحديثة، ويضع نفسه في موقع الراعي الديني قبل السياسي، يستخدم خطابًا دينيًا في سياق دولة كانت علمانية تاريخيًا.
جدلية الشرعية الثورية والعسكرية
يطرح إسناد السلطة إلى قائد هيئة تحرير الشام إشكالية العلاقة بين الشرعية الثورية المستمدة من إسقاط النظام، والشرعية العسكرية القائمة على القوة، والشرعية السياسية المرتبطة بالتمثيل الشعبي.
وتتضمن إشكالية المرحلة الانتقالية، تساؤلات جوهرية حول طبيعة المجلس التشريعي المصغر ومعايير اختيار أعضائه، وآليات صياغة الدستور الجديد، ومصير الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، ومستقبل التعددية السياسية في سوريا، كما أن قرار حل الجيش وإعادة تشكيله يطرح تحديات حول طبيعة العقيدة العسكرية الجديدة وتوجهاتها، آليات دمج الفصائل المسلحة في جيش موحد، علاقة المؤسسة العسكرية بالسلطة السياسية.
هل من المحتمل بناء مؤسسات حكومية موازية؟ مثل هيئة الأمر بالمعروف، شرطة الآداب الدينية، مجلس الشورى الإسلامي، بهدف التدرج في تطبيق المشروع الديني الأيديولوجي وتنفيذ آليات اختراق المجتمع من خلال المؤسسات التعليمية والثقافية.
سيناريوهات مستقبلية محتملة
1. المقاومة المدنية: تشكل تحالفات مدنية جديدة من القوى العلمانية والليبرالية، ظهور حركات احتجاج سلمية في المدن الكبرى، تشكل جبهة من القوى المعارضة لأسلمة المجتمع.
2. الانقسام المناطقي: تشكل مناطق حكم ذاتي في المناطق ذات الخصوصية، ظهور إدارات محلية مستقلة عن المركز، تشكل فيدرالية غير معلنة.
3. انقسام داخلي: انقسامات داخل هيئة تحرير الشام بين الحمائم والصقور بين جيل قديم متشدد وجيل جديد براغماتي.
4. الانقسام الاجتماعي: تشكل مجتمعين موازيين: محافظ وعلماني، تنامي الاستقطاب الاجتماعي والثقافي، ظهور صراعات اجتماعية حول الهوية والقيم.
5. التحول البراغماتي: تخلي القيادة تدريجيًا عن الخطاب الديني، وتبني نموذج إسلام السوق على الطريقة الماليزية، وانفتاح على القوى العلمانية المعتدلة، تطوير خطاب وسطي يجمع بين الإسلام والحداثة.