السبت 01 فبراير 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أستاذ بالأزهر يكشف سبب تعدد الطرق الصوفية

 الدكتور محمد مهنا
أخبار
الدكتور محمد مهنا أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر
الخميس 30/يناير/2025 - 09:33 م

أكد الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أن تعدد  الطرق الصوفية ليس غريبًا أو متناقضًا، بل هو أمر طبيعي يعود إلى اختلاف اجتهادات البشر في فهم وإدراك الحقيقة الإلهية، كما هو الحال في مذاهب الفقه المختلفة، فإن التصوف يعد علمًا يتعلق بمعرفة الله تعالى، ويسعى كل مريد للوصل إلى الله تعالى من خلال التربية الروحية والصدق في التوجه إليه.

أستاذ بالأزهر يكشف سبب تعدد الطرق الصوفية

وأشار أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، خلال تصريحات تليفزيونية، اليوم الخميس، إلى أن التصوف يرتكز على مفهوم الصدق الذي يعد ثاني أعلى درجات الإيمان بعد النبوة، حيث يقتضي أن يكون المسلم في حال من الارتباط القوي بالله سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى أن الطرق الصوفية متعددة بناءً على اختلاف قدرات الناس على إدراك هذه الحقيقة، فكل طريقة تعبّر عن فهم الشخص للحقيقة حسب تجربته الروحية ودرجة وصوله إلى الفهم والمعرفة.

وأضاف أن التصوف يقوم على مبدأ مقام الإحسان، وهو ما فسره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل، حيث بين أن الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فاعلم أنه يراك، موضحا أن هناك طرقًا روحية تتفاوت بين المشاهدة والمراقبة، حيث يرى بعض الصوفية الحقيقة بعيون الإيمان، في حين يكتفي آخرون بالمراقبة والتقوى في العبادة.

وأوضح الدكتور محمد مهنا أن الطرق الصوفية تتنوع بحسب استعدادات النفوس، فبعض الناس يميلون إلى الزهد، وآخرون يجدون راحتهم في العبادة والعمل الصالح، وكل طريقة تجد تلاميذها بما يتناسب مع استعداداتهم الروحية.

ونصح كل شخص بأن يسعى لفهم نفسه واكتشاف طريقه الروحي الخاص، مع الالتزام بالكتاب والسنة، والاعتراف بتعدد الطرق في سعيها نحو الحقيقة الإلهية، طالما كانت موجهة نحو الله تعالى.

 التصوف هو أساس نهضة الأمة ولهذا يشوهونه

فيما، أجاب الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، على سؤال لماذا نتصوف، وما حقيقة ما يقال عن التصوف؟.

وأشار أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إلى ما ذكره الشيخ محمد زكي إبراهيم عندما قال إن التصوف هو دعوة للحب الذي فقده الناس، وبالتالي فقدوا جوهر الإنسان وحقيقته، موضحا أن التصوف ليس مجرد مجموعة من الممارسات الروحية، بل هو أسلوب حياة يروج للحب، والإيثار، والسلام، والتواضع، والمساواة بين الناس.

وأوضح إلى أن التصوف الذي بدأه النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن مجرد تعليم ديني بل كان تربية عملية في الباطن قبل أن يظهر في الواقع، فالنبي صلى الله عليه وسلم، عندما بدأ دعوته في مكة، أولى عناية كبيرة بتربية الصحابة على الإيمان، والصدق، والمحبة، والصبر، ثم بعدما استقر إيمانهم بدأوا في بناء الدولة الإسلامية على أساس هذه القيم، وبالتالي التصوف هو الذي ساعد في بناء هذه الحضارة العظيمة.

وأضاف أن التصوف هو الذي صنع تاريخ الأمة الإسلامية، وأن الأمة قد أصيبت في مقتل عندما غفلت عن التصوف، مؤكدًا أن العودة إلى التصوف هو السبيل لاستعادة نهضة الأمة، مؤكدا أن التصوف ليس غريبًا عن الدين الإسلامي، بل هو الأساس الذي بنيت عليه الحضارة الإسلامية.

كما تحدث عن محاولات البعض لتشويه التصوف، قائلًا إنه رغم وجود بعض الانحرافات والممارسات الخاطئة، إلا أن ذلك لا يعني أن نرفض التصوف بشكل كامل، موضحا أن العديد من الشعوب في مناطق مثل كازاخستان، الشيشان، وبعض مناطق الصين وأوروبا قد اعتنقوا الإسلام بفضل جهود الصوفيين، الذين كان لهم تأثير كبير في نشر الإسلام عبر الأخلاق الطيبة والمعاملة الحسنة، دون الحاجة إلى كثرة الكلام.

وشدد على أهمية التصوف في نشر القيم الإنسانية السامية وأن حال رجل في ألف رجل يكون أبلغ وأعظم تأثيرًا من مجرد الكلام.

تابع مواقعنا