آلاف المريدين على أبوابها في ذكرى مولدها.. من هي السيدة زينب؟
شهد مقام ومسجد السيدة زينب - رضي الله عنها - بالقاهرة، زحامًا شديدًا من قبل المريدين والمحبين، بالتزامن مع الليلة الختامية لمولدها الشريف، حيث يحرص الآلاف من المريدين على التوافد إلى مسجد السيدة زينب لإحياء ذكرى مولدها بالمديح وحضور حلقات الذكر وأداء الصلاة، وتوزيع وجبات من الطعام.
ورصدت كاميرا القاهرة 24، لقطات من توافد المحبين على مقام أم العواجز في ذكرى مولدها.
من هي السيدة زينب؟
السيدة زينب الكبرى رضي الله عنها، ابنة السيدة فاطمة البتول، بضعة سيدنا الرسول-صلى الله عليه وسلم، ووالدها سيف الله الغالب سيدنا علي بن أبي طالب رضى الله عنه، أما جدتها فهي السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها، وشقيقة سبطي رسول الله الإمام الحسن والإمام الحسن، حيث ولدت أم العواجز بعد مولد سيدنا الحسين بسنتين، ويقال إن كلاهما ولد في شهر شعبان، أما هي ففي السنة الخامسة أو السادسة للهجرة، فعاصرت إشراق النبوة عدة سنوات، وسماها جدها المصطفى «زينب».
واشتهرت السيدة زينب بجمال الخلقة والخلق، وكذلك بالإقدام والبلاغة، وبالكرم وحسن المشورة، والعلاقة بالله، وكثيرًا ما كان يرجع إليها أبوها وإخوتها في الرأي، ويأخذون بمشورتها؛ لبُعْدِ نظرها وقوة إدراكها.
ولمَّا خرج الإمام الحسين رضى الله عنه في معركته مع يزيد بن معاوية، شاركته السيدة زينب في رحلته وقاسمته الجهاد، فكانت تثير حميةَ الأبطال، وتشجع الضعفاء، وتخدم المقاتلين، وقد كانت أبلغ وأخطب وأشعر سيدة من أهل البيت خاصة، والنساء عامة في عصرها، وعند استشهاد سيدنا الحسين سبط رسول الله، ساقوها أسيرة مع السبايا، وقفت على ساحة المعركة، تقول: «يا محمداه! يا محمداه! هذا الحسين في العراء، مزمَّل بالدماء، مقطع الأعضاء، يا محمداه! هذه بناتك سبايا، وذريتك قتلى، تسفي عليها الرياح»، فلم تبقَ عين إلا بكت، ولا قلب إلا وجف.
كما كان لها مواقفها الجريئة الخالدة مع ابن زياد ومع يزيد، وبها حمى الله فاطمة الصغرى بنت الحسين من السبي والتسري، وحمى الله عليا الأصغر زين العابدين من القتل، فانتشرت به ذرية الإمام الحسين، واستمرت في الثورة على الفساد ولا تزال، ولقبت زينب بلقب «بطلة كربلاء زينب».
وبعد ما حدث في كربلاء، اختارت السيدة زينب أن تأتي إلى مصر لتسكن فيها حتى وافتها المنية في القاهرة ودفن جسدها الشريف في منزلها، وهو مسجد السيدة زينب الآن.