السبت 08 فبراير 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أرض فلسطين للفلسطينيين

الإثنين 27/يناير/2025 - 03:13 م

تحمل الشعب الفلسطيني طوال خمسة عشر شهرًا أشد المعاناة من حرب الإبادة، وظل صامدًا رغم القهر والقتل والدمار، فمشاهد الدمار التي اكتست بها أرض غزة مفجعة، حيث دمر العدو الصهيوني القطاع تدميرًا كاملًا، ولم يبق حجرًا على حجر، قتل النساء والأطفال والشيوخ، قصف المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس والمباني والطرقات، ودمر كامل البنية التحتية وجعل من غزة أكوامًا من الأنقاض.

وبرغم ما قدمه الشعب الفلسطيني من شهداء تجاوز الـ50 ألفا، وآلاف المصابين تحمل الجوع والبرد والمرض والفقد تمسكًا بأرضه.

وأمام الصمت الدولي وغياب للمنظمات الأممية والدولية والحقوقية ظل يتحمل تبعيات هذا السكوت أملًا في حل قضيته العادلة، وأملًا في عودة حقوقه المسلوبة، وإنهاء للاحتلال البغيض، والوصول الى حل الدولتين لتنعم المنطقة بالهدوء والاستقرار.

وبعد كل هذا العذاب تم الوصول إلى وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى ابتهجنا لنصر أعاد القضية إلى الأفق متمنين في تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية.

يخرج علينا ترامب بتصريحات عنصرية بضرورة تهجير أهالي قطاع غزة إلى مصر والأردن، ونسى أن مصر للمصريين، والأردن للأردنيين، وفلسطين حقًا للفلسطينين، وحقهم في دولتهم الحرة المستقلة استنادًا للقانون الدولي ووفق مبدأ حل الدولتين.

وبعد تصريحات ترامب العنصرية خرجت الحكومة المصرية ببيان يعبر عن جموع المصريين، ورفضها بشكل قاطع التهجير القسري، وتصفية القضية الفلسطينية، وتسابق المصريون أحزابا ومنظمات وأفراد ليعبروا عن تضامنهم الكامل مع الدولة المصرية في موقفها، وضد تصريحات الرئيس العنصري ترامب، والوقوف معا في اصطفاف لا يلين ضد هذا المخطط، ولن نسمح بتجدد النكبات الفلسطينية مرة أخرى.

وعلى العالم العربي والإسلامي أن يصطف في وجه تلك المخططات وأن يأخذ موقفًا إيجابيًا وحاسمًا، ويعلن عن رفضه لمخططات التهجير وتصريحات ترامب، ويعلن تمسكه بالوصول إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية، قولًا وفعلًا، فهذا أوان أن يرى العالم قدرتنا على الاصطفاف وعدم تسامحنا مع تدنيس الحرم المقدسي ودفاعًا عن الإنسانية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وأننا لن نقبل فكرة الهيمنة التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية، ولن نفرط في القضية وسندعم شعبنا الفلسطيني إلى آخر المدى في إقامته دولته.

وعلى قادة العالم وشعوب العالم الحر أن يستفيقوا من غفلتهم، ويقفوا في وجه الهيمنة والسيطرة التي يمارسها ترامب وإدارته، وينتفضوا لإنسانيتهم ولكرامتهم ويساندوا الشعب الفلسطيني، فهو في أمس الحاجة إلى المساندة بدخول قوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية، والعمل على إعادة إعمار غزة المدمرة ليحيا أبنائها في سلام وأمان.

وعلى هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها ومنظمات المجتمع الدولي والإنساني تحمل مسؤولياتها وعدم غض الطرف عن ما حدث من دمار وقتل وعبث بمقدرات شعب بأكمله تحت بصرهم وأمام ناظريهم ولا يفعلون شيئا، فقد انتهى وقت الشجب والإدانة اليوم ووقف كل الممارسات العبثية، والتجاوزات الأخلاقية وأن يتحلوا بإنسانيتهم ويعلوا من القانون لنصره مؤسساتهم وأنها تقوم بدورها الفعال في نصرة الشعوب المظلومة أمام تجبر الدول المارقة.

فالطريق إلى أمان المنطقة واستقرارها يكمن في حل القضية، والمكابرة والدعم الأمريكي للصهاينة لن يزيد الأمور إلا تعقيدًا ولن تفلح أي مخططاتهم وضغوطاتهم على أن يترك الشعب الأبي أرضه، لا الآن ولا في المستقبل وسيحيا ويموت عليها مهما كانت التبعيات.

فالشعب الذي أثبت بعد 15 شهرًا أنه لا ينكسر ولا يلين ولا يخضع، ولن يخضع حتى لو عاش تحت أكوام تراب منازله لن يترك أرضه مرة أخرى ليكتب نكبة جديدة.

ويجب عليا كمصري أن أسجل فخري واعتزازي بموقف مصر الثابت والمساند للقضية، وفخرنا بكل ما تقدمه الدولة المصرية وما تقوم به من تحركات على الصعيد الدولي من مباحثات ومشاورات وقرارات، وما تقدمه من دعم كامل للشعب الفلسطيني، وبموقفها الثابت المناصر لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، ورفض التهجير بكافة أشكاله، وتمسكها بمبادئ القانون الدولي والإنساني في حقه بحياة كريمة على أرضه.

تابع مواقعنا