قرية الأيتام في غزة تحتضن الصغار من مأساة الحرب والتشريد
انتهت حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، بعد 15 شهرًا، شهدت خلالها جرائم ووقائع إبادة جماعية بحق الفلسطينيين.
وخلال الحرب، تأسست قرية تدعى بيتا عرفت باسم قرية الأيتام، حيث مثلت ملاذًا لآلاف الأطفال الأيتام ممن فقدوا ذويهم جراء قصف الاحتلال الغاشم على فطاع غزة، لتصبح القرية نموذجًا لدعم الأطفال الذين لا تتاح لهم فرص العيش في منازلهم بسبب اليتم أو المشاكل الاجتماعية الناجمة عن طلاق الوالدين.
وتتولى القرية رعايتهم وفقًا لمبادئ أساسية تكفل لكل طفل أمًّا بديلة تعتني به وتعمل على بناء علاقة وثيقة معه، وتوفر له الحماية وتشمله بمشاعر المحبة والاستقرار وتدير شؤون منزلها باستقلال تام.
قرية الأيتام في غزة
كما تقدم القرية كل أوجه الرعاية الاجتماعية والصحية والتعليمية لنحو 100 يتيم عبر برامج متخصصة تهدف لدمجهم في المجتمع بشكل دائم تضمن عدم شعورهم بالاغتراب عن مجتمعهم وتربيتهم ليكونوا مواطنين صالحين لهم القدرة على تحقيق أهدافهم وتطوير مسيرتهم التربوية والمهنية.
ومن أكثر الأطفال الذين تعلقوا بـ قرية بيتا، الطفلة نادين الزويدي من براثن الموت، وبالرغم من إصابتها الجسدية، غير أنها لا تزال تعاني من شدة الصدمة، بعد نحو عام على الغارة الجوية الإسرائيلية التي دمرت منزل العائلة وخطفت والدها وعددا من أفراد أسرتها في بلدة بيت حانون شمال قطاع، وهذه الطفلة مستسلمة لأحزانها وتحمل آلامها من مكان إلى آخر في رحلة نزوح جبرية وبائسة منذ وقوع المجزرة، وفقدت فيها والدها محمود، وشقيقتيها رؤية 17 عاما ونغم 12 عاما، وعمتها داليا وابنها محمد، ولكن في قرية بيتا حصلت على الدعم والاهتمام.