طرق الاغتسال من الجنابة.. الفرق بين المجزئ والكامل وهل يكفي الاستحمام فقط؟
طرق الاغتسال من الجنابة، هو ما نوضحه لكم في هذا التقرير، حيث يرغب ملايين الرجال والنساء في معرفة كيفية الغسل من الجنابة لرفع الحدث الأكبر، إذ يعد الاغتسال ركنًا من أركان الطهارة لتأدية العبادات كالصلاة ومس المصحف والطواف حول الكعبة، ولذلك نوضح كيفية الغسل من الجنابة بالتفرقة بين الغسل المجزئ والغسل الكامل؟ وهل الاستحمام يغني عن غسل الجنابة؟
طرق الاغتسال من الجنابة
تتمثل طرق الاغتسال من الجنابة وفقا لأقوال العلماء وجمهور أهل العلم، في طريقتين، إما الغسل المجزئ والذي يكفي للطهارة، ويشترط له النية، وتعميم البدن بالماء، بحيث يصيب الماء كامل البدن وأصول الشعر، ولذلك للرجل والمرأة، وأما الطريقة الثانية، هي الاغتسال الكامل، بغسل اليدين، ثم غسل الفرج، ثم الوضوء كوضوء الصلاة، ثم غسل الرأس، ثم غسل الشق الأيمن من الجسم، وبعدها غسل الشق الأيسر، ثم تعميم الماء على كامل البدن، وهو الغسل الأفضل الواردة في السنة النبوية المطهرة.
ومن الأحاديث النبوية الصحيحة الدالة على طرق الاغتسال من الجنابة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِذَا اغتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ غَسَلَ يَدَيهِ، وَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اغتَسَلَ، ثُمَّ يُخَلِّلُ بِيَدِهِ شَعرَهُ حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنَّه قَد أَروَى بَشرَتَهُ، أَفَاضَ عَلَيهِ المَاءَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ" رواه البخاري.
وعنها رضي الله عنها قالت: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِذَا اغتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ دَعَا بِشَيْءٍ نَحوَ الحِلَابِ، فَأَخَذَ بِكَفّهِ، بَدَأَ بِشقِّ رَأسِهِ الأَيمَنِ، ثُمَّ الأَيسَرِ، ثُمَّ أَخَذَ بِكَفَّيهِ، فَقَالَ بِهِمَا عَلَى رَأسِهِ" والحلاب: الإناء الذي يُحلب فيه.
كيفية غسل الجنابة للمرأة
لا تختلف طرق الاغتسال من الجنابة للرجال عن النساء، فالطريقتان سواء لكليهما، ولكن في حال المرأة، فلا يشترط لها للطهارة من الجنابة أن تسدل شعرها أو تفك ربطته، بل يكفيها أن يتخلل الماء إلى أصول الشعر بالكامل، وهو ما ينطبق على الاغتسال من الجنابة أو الحيض أو النفاس.
قالت أم سلمة: يا رسول الله إني امرأة أشد شعر رأسي أفأنقضه لغسل الجنابة؟ وفي رواية الحيضة؟ قال: يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات ثم تفيضي عليك الماء فإذا أفاضت عليه ثلاث حثيات مر على جميعه فلا يلزم النقض، وهكذا الرجل لو كان له رأس يُفيض عليه الماء ولا يحتاج للنقض.
ونُفصل كيفية غسل الجنابة للمرأة أو الرجل كالتالي:
- النية، ومحلها القلب بأن ينوي المسلم التطهر من الجنابة.
- التسمية، وغسل اليدين ثلاثا، ثم غسل الفرج.
- الوضوء الكامل كما يتوضأ المسلم للصلاة.
- صب الماء على الرأس ثلاث مرات وتخليله في الشعر.
- تدليك الشق الأيمن من البدن بالماء، ثم تدليك الشق الأيسر.
- ومن أراد الاقتصار على الصفة المجزئة واكتفى بها صح غسله بشرط نية الطهارة من الحدث، وتعميم البدن بالماء مرة واحدة، بحيث يغلب على الظن أن الماء قد أصاب كل جزء من الجسم وأصول شعر الرأس.
هل الاستحمام يغني عن غسل الجنابة؟
ويتساءل كثيرون، هل الاستحمام يغني عن غسل الجنابة، ووفقا لدار الإفتاء المصرية، فإن الاغتسال معناه عند الفقهاء سيلان الماء، ومعناه في الشرع، سيلان المياه على البدن بنيه محددة، ومن شروط صحة طرق الاغتسال من الجنابة، أن يغطي الماء كل أعضاء الجسد وأن يتخلل الماء الشعر حتى يصل إلى الجذور، أما غير ذلك فلا يجوز لأنه إخلال بشروط الغسل.
وأضافت الدار، أن الغسل الكمالي، هو غُسل السنة، والذي يكون بالاستنجاء ثم الوضوء كالوضوء للصلاة ثم إفاضة الماء على بشرة الرأس ثلاث مرات، ثم تعميم الجزء الأيمن من الجسم بالماء يليها الجزء الأيسر، وأخيرًا تعميم الجسد كاملًا بالماء، وذلك لما رواه البخاري عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: "كُنَّا إِذَا أَصَابَتْ إِحْدَانَا جَنَابَةٌ، أَخَذَتْ بِيَدَيْهَا ثَلاَثًا فَوْقَ رَأْسِهَا، ثُمَّ تَأْخُذُ بِيَدِهَا عَلَى شِقِّهَا الأَيْمَنِ، وَبِيَدِهَا الأُخْرَى عَلَى شِقِّهَا الأَيْسَرِ".
ومن جانبه أوضح الدكتور مجدي عاشور، الأمين العام لدار الإفتاء المصرية، أن الاستحمام يغني عن غسل الجنابة بشرط نية الطهارة من الحدث، وتعميم البدن بالماء، وأما السنن في غسل الجنابة والواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهي مستحبات من فعلها أخذ أجرها، ومن تركها لا يأثم، مؤكدا ضرورة عدم التعني على الناس بوضع السنن والمستحبات والواجبات في سلة واحدة لتكون ركنًا على الإنسان وشرطًا، بينما النية فقط وتعميم الجسد بالماء يكفي للطهارة من الجنابة ومن ثم تصح الصلاة.
