منذ القرن الـ 19.. مسرح فرنسي يواجه خطر الإفلاس بعد تحوله لمأوى مهاجرين
تحول مسرح جايت ليريك العريق في باريس، الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر، إلى مأوى غير رسمي لأكثر من 300 مهاجر من غرب إفريقيا، معظمهم من دول مثل ساحل العاج وغينيا، وكان قد بدأ الأمر في ديسمبر، حينما استضاف المسرح مؤتمرًا بعنوان إعادة ابتكار الترحيب باللاجئين في فرنسا، وبعد انتهاء المؤتمر، قرر بعض المهاجرين عدم المغادرة، ما أدى إلى احتلال المسرح بالكامل وإغلاقه، هذا الوضع أثار جدلًا واسعًا حول أزمة الهجرة والسياسات الحكومية تجاه اللاجئين.
مسرح فرنسي يواجه خطر الإفلاس بعد تحوله لمأوى مهاجرين
وفقًا لـ ديلي ميل البريطانية، وصف المهاجرون هذا الاحتلال بأنه نضال ضد العنصرية والاستعمار، ما يعكس تحديا قانونيا وإنسانيا، حيث يدعي المهاجرون أنهم قاصرون غير مصحوبين بذويهم، وهو ما يمنحهم حق الحصول على المساعدات الحكومية بموجب القانون الفرنسي، إلا أن السلطات الفرنسية تشكك في هذه الادعاءات وتعتقد أن عددا كبيرا منهم بالغون، وفي الوقت نفسه، تسببت الأوضاع داخل المسرح في تدهور الظروف الصحية والبيئية، ما زاد من استياء السكان المحليين وأدى إلى انحدار النشاط التجاري في المنطقة.
يواجه المسرح أزمة مالية خانقة بسبب إلغاء العروض، مما دفع مديرته، جولييت دوناديو، للإعلان عن خطر الإفلاس، كما أصدرت إدارة المسرح بيانًا أكدت فيه أن الظروف الصحية تتدهور بسبب قلة الموارد والصيانة، مع بقاء ثلاثة حمامات فقط صالحة للاستخدام، ورغم ذلك، امتنعت الإدارة عن طرد المهاجرين وسط ظروف الشتاء القاسية، داعيةً إلى تدخل الحكومة لإيجاد حل سريع.
بالإضافة إلى أن الحكومة الفرنسية، بقيادة الرئيس إيمانويل ماكرون، رفضت التدخل المباشر في هذه الأزمة، تاركة المسؤولية لمجلس باريس الذي يعاني من نقص في الموارد لإيواء المهاجرين، وأثارت هذه الأزمة انتقادات من قبل نشطاء وأعضاء المجلس المحلي، الذين اعتبروا أن الحكومة تستطيع توفير الدعم اللازم، خاصة بعد إنفاقها مليارات الدولارات على دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الأخيرة.
الجدير بالذكر أن صحيفة ديلي ميل كشفت أن احتلال المسرح لم يكن عشوائيا، بل تم بتنسيق من منظمة يسارية متشددة تُعرف باسم مجموعة شباب بيلفيل بارك، التي دعمت المهاجرين في محاولاتهم السابقة لإيجاد مأوى، ومع استمرار هذا الوضع، يبقى مصير مسرح جايت ليريك ومئات المهاجرين معلقًا بين أزمة إنسانية، صراع سياسي، وانقسام مجتمعي يتعمق يوما بعد يوم.