فلسطيني يتبنى صغيرة استشهدت عائلتها إثر العدوان على غزة: اسمها جنة ويا رب تاخدنا معاها الجنة| خاص
فقدت الأراضي الفلسطينية منذ بداية الحرب على غزة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي الآلاف من شبابها وصغارها، وفرق القصف المستمر على القطاع شمل عائلات، وأدى لنزوح الكثيرين، وخلف الكثير من الشهداء وراءهم صغارا سيكبرون يوما ما دون آبائهم أو أمهاتهم مفتقدين الحضن الدافئ الذي سيحميهم وسط قسوة وبرودة الحرب.
فلسطيني يتبنى صغيرة استشهدت عائلتها إثر العدوان على غزة
ولكن كعادة الشعب الفلسطيني، لا يرحل فرد ويترك وراءه عائلة إلا ويجد إخوته الذين يجمعهم وطن واحد يعتنون بهم، وهذا ما فعله رامي عروقي، وهو فلسطيني يعمل بمجال الصحافة ويعيش مع زوجته في غزة، واستمرت علاقتهما لمدة 23 عاما، وليس لديهما أبناء، فبدأت فكرة التبني تراودهما منذ بداية الحرب.
وقال رامي في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، إنه عندما تأتيه أي أخبار عن عائلة استشهدت وتبقى منها صغار، كان يسعى باستمرار إلى أن يبحث عن طفل ليحتضنه في بيته، معقبًا: كنت بسعى من باب الوطنية أولًا، قبل كوني محتاج للأمر، لأن الدافع الأقوى هو أنهم أطفال الحرب ولازم نكون عون لبعض، ولأن العالم اتخلى عنا فلازم نكون مع بعض إحنا الشعب الفلسطيني.
وأضاف رامي: حاولت محاولات كتير، ولكنها باءت بالفشل، لأنه الشعب الفلسطيني حتى لو تبقى فرد بالعائلة من أطرافها محدش يستغنى عنه والكل بيحتضن أولاده، ولو العيلة استشهدت جيرانه بيحتضنوه.
وأشار رامي إلى أنه حاول كثيرًا في ذلك الطريق، قبل أن ينتهي به الأمر بإحدى المؤسسات التي تحتضن الصغار الذين شردتهم الحرب على القطاع، وأرشدته إليها صديقته التي تعمل طبيبة بأحد المستشفيات، معقبًا: سألت هناك وكان النصيب في صغيرتي، اللي حاليا اسمها جنة، وإن شاء الله تاخدنا معاها الجنة وتكون من أهل الجنة.
وأشار إلى أن المؤسسة لم توفر له أي معلومات عن الصغيرة قبل انتهاء إجراءات التبني، مضيفًا: مايهمنيش معلومات عن البنت ومين تكون وأهلها كانوا عاملين إزاي، اللي بيعمل خير معندوش اهتمامات خاصة، وكل اهتمامي أنا وزوجتي إننا نعوض الطفلة حنان أمها وأبوها.
وفي وقت سابق، نشر رامي عروقي على صفحته الشخصية بفيس بوك منشورا يعلن فيه تبنيه للصغيرة، قائلا: أصدقائي وأهلي، أحب أن أشارككم خطوة مميزة في حياتي أنا وزوجتي، أنا تبنيت طفلة، فقدت أهلها بالحرب لتكون جزءًا من عائلتي وتملأ حياتي حبًا ودفئًا.