يحقق عائدات بـ 2.9 مليار دولار.. ما هو مهرجان كومبه ميلا أكبر فعالية في الهند؟
يعتبر مهرجان كومبه ميلا، المعروف أيضًا باسم ماهاكومبه، بأنه أكبر تجمع بشري في العالم، إذ يُقام كل 12 عامًا في مدينة براياجراج شمال الهند، ويشهد المهرجان الذي بدأ أمس الاثنين حضور الملايين من الهندوس الذين يتوافدون على ملتقى الأنهار الثلاثة المقدسة: الجانج، يامونا، وساراسواتي الأسطوري.
ووفقًا لـ ذا جارديان، يعتقد المشاركون أن الغطس في هذه الأنهار يُطهرهم من الذنوب ويحرر أرواحهم، مما يُمثل جوهر السعي للهندوسية نحو الخلاص.
ما هو كومبه ميلا؟
جرى الاعتراف بالمهرجان، الذي يختتم في 26 فبراير، باعتباره تراثًا غير مادي للإنسانية من قبل وكالة الأمم المتحدة لليونسكو.
ويعود أصلها إلى قصة أسطورية عن قتال بين الآلهة والشياطين على كومبه (إبريق) من الرحيق الذي ظهر في أثناء خض المحيط.
وبينما كان الجانبان يتقاتلان على وعاء الإكسير الذي وعدهما بالخلود، انسكبت بضع قطرات منه وسقطت في أربع مدن، براياجراج، وهاريدوار، وأوجاين، وناسيك.
وبما أن القتال استمر لمدة 12 عامًا سماويًا، كل منها يعادل 12 عامًا على الأرض، فإن مهرجان كومبه ميلا يقام كل 12 عامًا في المدن الأربعة، ويتم تنظيم أرد أو نصف كومبه في منتصف الطريق بين المهرجانين.
ويجرى تنظيم المهرجان في المدن الأربعة، ولكن المهرجانات الأكبر، التي يتم فيها تحطيم أرقام الحضور السابقة، تقام دائمًا في براياجراج.
حجم المهرجان
يُتوقع أن يشارك نحو 400 مليون حاج خلال الأسابيع الستة التي يستمر فيها الحدث.
ويُقام المهرجان على مساحة تُقدر بـ 4000 هكتار، مع إنشاء مدينة خيام مؤقتة تضم أكثر من 160 ألف خيمة.
ويعمل نحو 100 ألف شخص، من بينهم 40 ألف شرطي، لضمان تنظيم هذا الحدث الضخم.
واستثمرت الحكومة الهندية نحو 400 مليون دولار أمريكي في المهرجان، لتغطية تكاليف البنية التحتية والأمن والخدمات اللوجستية.
الاستعدادات
ورغم الجهود المبذولة، واجه المنظمون تحديات نتيجة تأخر انحسار مياه الرياح الموسمية، ولا تزال بعض المخيمات تعاني نقصًا في المياه والكهرباء، مع وجود مراحيض غير مكتملة التركيب، ومع ذلك، أكد المسؤولون اكتمال الاستعدادات بنسبة كبيرة.
الفعاليات الروحية
يشمل المهرجان ستة أيام استحمام خاصة، تُحدد تواريخها وفقًا لمحاذاة الكواكب، تُعتبر 14 يناير و29 يناير و3 فبراير أبرزها، إذ يُشارك سادهو الناجا، وهم رجال دين هندوس ملطخون بالرماد وعراة، في طقوس استحمام فريدة.
الأبعاد الثقافية والاقتصادية
ويُعتبر المهرجان تراثًا ثقافيًا غير مادي مُعترفًا به من قبل اليونسكو.
ويُعتقد أن المهرجان يحقق عائدات تصل إلى 2.9 مليار دولار أمريكي.
وجذبت التقاليد الروحية للمهرجان زوارًا من أنحاء العالم، مثل مجموعة من الأرجنتين، لتجربة التفاني الهندوسي المباشر.