سفير عمان: مشاركتنا ضيف معرض القاهرة للكتاب اعتراف بإسهاماتنا في الثقافة العربية
قال السفير عبد الله الرحبي، سفير سلطنة عمان بالقاهرة، إن معرض القاهرة الدولي للكتاب فعالية سنوية تعكس أوّج الإبداع والمعرفة في العالم العربي، وهو عيد ينتظره بشغف القارئ والكاتب والناشر على حدٍّ سواء، ويأتي معرض القاهرة الدولي للكتاب، بعد أن تجاوز نصف قرن من الزمن، ليترسخ في مكانته العالمية، ويؤكّد ريادته العربية.
سفير عمان: مشاركتنا كضيف معرض القاهرة للكتاب اعترف بإسهاماتنا في الثقافة العربية
وأضاف الرحبي: لقد كان اختيار سلطنة عمان ضيف شرفٍ في هذه الدورة السادسة والخمسين من المعرض، تقديرًا لدورها الثقافي المتميز، واعترافًا بإسهاماتها في الثقافة العربية والدولية، فضلًا عن عمق العلاقات التاريخية الممتدة بين سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية، هذه العلاقات ليست مجرد أواصر تاريخية، بل تمتد في حاضرنا لتشمل شتى مجالات التعاون السياسي والتجاري والثقافي، وترتكز على قناعة راسخة بالمصير المشترك والرؤية الموحدة لخدمة الإنسان والأوطان وسلام الإنسانية.
وتابع الرحبي: إن الثقافة هي سفير النور في كل العصور، والكتاب هو الركيزة التي نقلت العلم والمعرفة من جيلٍ إلى جيل، ومن حضارةٍ إلى أخرى. ولعلّ أصدق ما قيل في الكتاب ودَوره الحضاري قول الله تعالى: “نۤ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ”، وفي هذا العرس الثقافي العربي الكبير، تنطلق مشاركتنا كضيف شرف بعزمٍ راسخٍ على الإسهام في تعزيز الثروة الثقافية العربية، عبر تقديم صورة شاملة عن الإبداع الثقافي العماني. إن الثقافة العمانية، بتاريخها العريق الممتد لآلاف السنين، تظل بحاجة إلى مزيدٍ من الجسور التي تربطها بنظيراتها في العالم العربي، لتبدو صورتها أقرب إلى حقيقتها: عراقةً، وغنىً، وتميزًا".
وأكد الرحبي أن المثقفين العمانيين يتقدمون بخطى واثقة نحو الإبداع في شتى المجالات، وقد حصد العديد منهم جوائز مرموقة على الصعيدين العربي والدولي. وفي هذا المعرض المتميز، تحتشد رموز عُمانية من شعراء وروائيين وباحثين وأكاديميين ومبدعين، يمثلون مختلف الأجيال والمجالات الثقافية، هذه المشاركة تمثل لوحةً تعبّر عن التنوع الثقافي العماني، الذي يعكس عراقة التقاليد وأصالة التاريخ الممتد لخمسة آلاف عام.
كما استطرد الرحبي: وما من شكٍ في أن الأزياء العمانية الوطنية، بجمال ألوانها وخصوصية تصاميمها، تعكس شخصية عمانية متفردة، وتشكّل مرآةً عاكسةً لعراقة الثقافة العمانية وثرائها، وإلى جانب الأزياء، تبرز مفردات أخرى تشكّل ركيزة للبعد الحضاري العماني، مثل الفنون التقليدية كفن الرزحة والعازي، والأدب العماني المتمثل في الشعر والنثر الذي طالما كان شاهدًا على عمق الفكر العماني ورُقيّه. كما تشكل الحرف اليدوية، مثل صناعة الخناجر والسفن والقوارب الخشبية، رمزًا للإبداع الذي يجمع بين الأصالة والابتكار، ولا يمكن أن نغفل عن المطبخ العماني وما يقدمه من أطباق تقليدية تعكس ارتباط الإنسان العماني ببيئته وتراثه، هذا إلى جانب العمارة العمانية التقليدية التي تتجلى في القلاع والحصون والمساجد العريقة، والتي تمثل شاهدًا حيًا على التاريخ الطويل والحضارة الغنية لعمان، فإن هذه المفردات مجتمعة تشكّل لوحة ثقافية شاملة، تعبّر عن هوية عمانية أصيلة لا تزال تنبض بالحياة والإبداع.
كما ثمن الرحبي اختيار سلطنة عمان لتكون ضيف شرف هذا العرس الثقافي المشهود، وتوجه بخالص الشكر والتقدير للقائمين على هذا التكريم. متمنيًا أن تكون صورة عمان، بعد هذه المشاركة، أكثر وضوحًا وحضورًا في المشهد الثقافي العربي، وأن تواصل الثقافة العمانية إسهاماتها المتميزة من هذه الأرض العزيزة، مصر الريادة، التي قدمت للعرب ثقافةً لا تضاهى، متمنيًا التوفيق والنجاح لجميع القائمين على تنظيم المعرض بما يليق بمكانة بلدينا الشقيقين وعلاقتهما التاريخية المتينة.